تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سلوك الشباب الاستهلاكي ليس شراً إلا إذا غاب الترشيد

شباب
الأربعاء 20-1-2010
آنا عزيز الخضر

يقوم شبابنا بسلوكيات كثيرة دون أن يعوا إلى أين ستصل بهم، وأكثر هذه السلوكيات تلك التي تتعلق بالجانب الاستهلاكي المادي منه وبما يرتبط بالاستخدام اليومي

كعادات الشراء والاقتناء المبالغ فيها إضافة إلى الهدر الكثير دون حساب للماء والكهرباء وغيرها، فالوعي الاستهلاكي يغيب عن تنشئتنا الإجتماعية بامتياز ومن يمتلك بعضاً من سلوكياته الصحيحة يكون ذلك مصادفة، فالمعلومات والخبرات متفاوتة بين شاب وآخر حول أهمية الترشيد في الاتجاهات الحياتية، وتفاصيل عشوائية يومية كثيرة نقوم بها جمعياً بشكل روتيني دون أدنى اعتبار لها فيكون التبذير والهدر وعدم الاهتمام بالترشيد في تفاصيل حياتنا حالة عادية وطبيعية جداً نمارسها دون مراجعة للذات ومواقف الشباب تعطي الصورة الحقيقية لاهتمام المجتمع ككل في هذا الجانب، هذا ما نلمسه من خلال مواقفهم تجاه الاستهلاك والترشيد في حياتهم، من آراء هؤلاء الشباب مثلاً الشاب (أسامة عزيز) يقول: الحالة تتعلق بمزاجي ودون التفكير بنتائج ما أقوم به حيث أتخلى عن شراء احتياجات لي من دون سبب حتى لو توفر معي ولا يرتبط الأمر بما يمس الخوف من التبذير أو الهدر وبصراحة لم أر أحداً ينصحني أو يثنيني عن هذه التصرفات وإن نصحني أحد الأهل مثلاً فإني أعتبر ذلك للتقليل من المصروف وليس بدافع الترشيد الصحيح وبالعكس ما نراه في مجتمعنا من عادات شراء تعتبر مبعثاً للفخر، أما بالنسبة للسلوكيات الاستهلاكية كالاهتمام بالكهرباء أو الماء وغيرها أهتم أحياناً بهذه الأشياء وأحياناً أنساها ولا تعنيني.‏

أما الشاب (بسام جوهر) قال: لا أعيّر هذا الجانب أي اهتمام في حياتي وهناك عوامل كثيرة تتدخل في عملية الشراء وما يهمني هو أن أجلب ما أريده وكلنا يعلم كم هو مهم لنا ألا نحرم أنفسنا من مقتنيات نرغبها، فالحرمان حالة تسبب الأذى لنا أيضاً لذلك أشتري ما أريد دون أي تدقيق وبالنسبة للقضايا الاستهلاكية الأخرى لا تلفت نظري أبداً ولا أهتم بالتقنين على الإطلاق حتى إنني أتكلم مع صديقي من الهاتف الأرضي إلى الموبايل وقد يصل الحديث إلى الساعات ولا يهمني أن أدقق في الاستهلاك أو الصرف.‏

أما الشاب (قتيبة عبود) فيقول كيف لي أن أقتصد في الشراء أو أصحح من سلوكياتي الاستهلاكية وكل ما حولي يشدني للاستهلاك والصرف وفي كل الاتجاهات بل ويستفزني لذلك بقوة، فالإعلانات تحثني على الشراء المستمر والسلع التي تهمني كشاب أراها تتكاثر وتتطور دون توقف بل ويمكنها أن تخلق عندي حالة من الجشع لاقتنائها من الموبايل (والموديلات) المبهرة إلى MP3 ثم MP4 وهكذا.‏

وبالفعل كيف يمكن لهؤلاء الشباب أن يمتلكوا سلوكيات استهلاكية سليمة وكيف يمكنهم أن يؤمنوا بثقافة الترشيد وسط كل هذا العالم الاستهلاكي المسعور في كل شيء..؟! انتاجاً وثقافةً وإعلاناً، فما السبيل لترسيخ سلوك استهلاكي صحيح عند الشاب ومن المسؤول عنه هل هم الأهل أم المدرسة أم المؤسسات التعليمية أو الإعلامية..؟‏

من المسؤول رغم أن الفائدة تعود بالإيجاب على الجميع ورغم أن دراسات كثيرة تؤكد على ضرورة الاهتمام بهذا الجانب وعلى كافة الأصعدة مثلما هي دراسة الدكتور (أحمد الأصفر) مدير مركز الدراسات والبحوث الشبابية والتي تقدم مقترحات لحالات الاستهلاك الرشيدة ثم ضرورة التوازن بين الإنتاج والاستهلاك، لا أن يكون كل منهما هدفاً بحد ذاته، وأكد الدكتور الأصفر أن البعد الأكثر أهمية في هذا الجانب والذي لا بد من تكريسه هو القيم والمبادئ والأخلاق التي تملك الدور المؤثر في توجيه استهلاك الفرد والتي إن استبعدت فستطفو حتماً على السطح محددات أخرى أكثر سلبية كالنفعية والمصلحة الشخصية فتنتشر مظاهر الترف والهدر وهي العدو اللدود للتنمية وأشار الدكتور إلى أن الاستهلاك ليس شراً بحد ذاته ولكن لا بد من تنظيمه ليصبح رشيداً ومتوافقاً مع الإنتاج وخاضعاً للمبادئ والقيم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية