تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التضامن يسعدنا كما الآخرين

مجتمع
الأربعاء 20-1-2010م
لينا ديوب

عندما نسأل أي انسان عن شعوره بعد مشاركته بعمل تطوعي، فإنه يسارع الى الاجابة بالسرور والرضا عن النفس وتقدير الذات، ورغم مايشاع بين الناس من ضعف التواصل بين البشر وضعف التضامن فيما بينهم حتى في مجتمعنا الذي اتسم بالتكافل ومساندة الناس لبعضهم البعض وكثرة الأعمال الخيرية، إلاأنها لاتزال موجودة وان بأشكال جديدة أحيانا .

بالاضافة الى التحليلات والآراءالشخصية التي تؤكد على فوائد التضامن فقد كشفت دراسة كندية أن الإنسان يشعر بسعادة ورضا عند شرائه هدايا للآخرين أكثر من سعادته عند شرائها لنفسه، ،وتقول الخبيرة النفسية اليزابيث دان، صاحبة الدراسة والأستاذة بجامعة كولومبيا البريطانية في فانكوفر «كندا» أن هذا المفهوم يرتبط بما يسمى «الإنفاق من أجل المجتمع» ، بمعنى أنك تنفق نقودك لصالح الآخرين.‏

وشملت الدراسة 632 أمريكيا نصفهم من الرجال والنصف الآخر من النساء، وقاموا بتحديد مستوى شعورهم بالسعادة، والكشف عن قيمة دخلهم السنوي ونفقاتهم الشهرية المتنوعة، بما فيها الهدايا للآخرين والهبات المخصصة للأعمال الخيرية.‏

كما شملت الإحصائية 16 موظفا حددوا مستوى سعادتهم قبل وبعد حصولهم على علاوات من الشركات التي يعملون بها، ومجالات إنفاقهم لتلك المبالغ، وما إذا كانت لأنفسهم أم للآخرين.‏

وقام المسؤولون عن الدراسة بتسليم مظاريف بها مبالغ نقدية لـ46 شخصا وطلبوا من البعض إنفاقها في مستلزمات شخصية ومن البعض الآخر إنفاقها في صورة هدايا وتقديمها للآخرين أو التبرع بها لصالح آخرين.‏

وكشفت الأبحاث التي أجريت على جميع المشاركين أن الأشخاص الذين ينفقون أموالهم لصالح المجتمع يشعرون بالسعادة أكثر من الآخرين.‏

ويرى الخبير النفسي سكوت هوتل، بمركز جامعة دوكي الطبي، في مدينة دورهام « ولاية كارولينا الشمالية”، أن قيمة الإيثار قد لا تنبع من الرغبة في فعل الخير للآخرين، وإنما عملا بمبدأ «عامل الآخرين كما تحب أن يعاملك الآخرون».‏

وكشف هوتل وفريقه الطبي أن هناك منطقة داخل مخ الإنسان، تسمى القشرة الوقتية العليا أو «CTSa» وهي مرتبطة بإدراك النوايا والأفعال الخارجية، واتضح أنها تنشط بشكل أكبر لدى الأشخاص الذي يحبون العطاء أكثر من الأشخاص الأنانيين.‏

ويرى الخبير النفسي أن هذا الكشف يدل على أن التحلي بالإيثار يرجع إلى تفهم مبدأ أساسي هو أن الآخرين لديهم دوافع واحتياجات قد تكون مشابهة لنا «رغم أنها قد لا تتساوى بالضرورة» وهو بمفهوم أبسط: القدرة على تفهم احتياجات الآخرين ووضع أنفسنا في مكانهم بشكل تلقائي.‏

ويقول الخبير النفسي أنطونيو دي لا توري إنه «لكي نساعد أنفسنا علينا أن نقدم المساعدة للآخرين».‏

كل ماذكر من نتائج لتلك الدراسة يؤكد ما قلناه في البداية وهو أن الأشخاص العاملين كمتطوعين في المنظمات غير الحكومية أو المشاركين في مختلف الانشطة أو المؤسسات أو المعاهد الخيرية أو المستشفيات أو الملاجئ، نرى أن معظمهم يشعر بأن حياته لها معنى وهدف وأن أفعاله ذات أهمية.‏

وتتعدد أشكال الأعمال التضامنية التي تساهم بتنمية المجتمع والنهوض به ومن بينها العمل التطوعي في منظمة أو مؤسسة غير حكومية، أو زيارة دار للمسنين، للقيام بقراءة الكتب لهم أو قضاء الوقت معهم أو اللعب مع الاطفال الايتام أو زيارة المرضى في المستشفيات. وهذه قاعدة عند الشباب الكشاف تقول: إن عمل خيّر واحد في اليوم ينتج عنه مشاعر إيجابية فياضة تمهد الطريق نحو إنسان أكثر فاعلية ومسؤولية ووعي في مجتمعه.‏

بالاضافة الى الأعمال التطوعية هناك الحديث مع المتسولين والمتشردين في الشوارع وجعلهم يشعرون أنهم أشخاص طبيعيون مثل بقية البشر، أو كفالة طفل في إحدى مؤسسات الرعاية أو زيارة كبار السن والأرامل الذين يسكنون في الجوار، أو رعاية أطفال بعض الأصدقاء أثناء خروجهم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية