تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأرمــــــــلة.. قســوة المصــير وظلــم البشــر!

مجتمع
الأربعاء 20-1-2010م
غانم محمد

يقولون في الأمثال:(خبي قرشك الابيض ليومك الاسود) ولكن نادراً مانلتفت لهذه الحكم والامثال ونتكل على الله ونستسهل الأمور ولانفكر بالآتي كثيرا لان مايشغلنا بوقتنا الحاضر يسد علينا منافذ الغد.

عندما يتلاقى اثنان عند فكرة تأسيس عش الزوجية ينحصر تفكيرهما بتأمين مستلزمات هذا العش، وبالكاد ينتهون من دفع الاقساط المترتبة عليهم وتسديد الديون التي تشكلت حتى يحضر الأولاد ويبدأ التفكير بهم بالشروط المثلى لتربيتهم ومن خشية التفكير بالموت لااحد يفكر به!‏

ولان الاعمار بيد الله، ولان الرجل هو المسؤول الاول عن تدبير امور بيته فإن غيابه عن مشهد اسرته قد يخلف الكثير من النتائج السلبية خاصة اذا كان وضع الاسرة المادي سيئا وكان الاطفال في سن الدراسة وبحاجة للكثير من المصاريف، وبالتالي فإن التفكير يتجه لدى بعض النساء لايجاد رجل آخر (يستر عليهن) ويقبل بالصرف على اولادها، وفي حالات نادرة ولاسباب مختلفة قد تظهر الانانية لدى المرأة فتترك اولادها لأهل زوجها وتتزوج من جديد وحجتها في ذلك ان الرجل وهو في طريق عودته من دفن زوجته يبحث عن الزوجة البديلة.‏

كل شيء وارد ولكن هناك حالات يصلح ان تكون مثالا يحتذى وقد اثبتت النساء من خلال مثل هذه الحالات انهن اكثر قوة وجلدا من بعض الرجال...‏

(و-س) ترملت منذ عام 1973 وكان عمرها آنذاك (33) سنة وكان لديها (6) اولاد اكبرهم في الخامسة عشرة من عمره، حاولوا كما تقول تزويجها لكنها فكرت بعقل وهدوء لمن تترك اولادها ومع تكفل احد اخوتها بتربية اولادها الا انها رفضت الزواج وسهرت على تربية اولادها وتأمين مستقبلهم فكانت الام والاب ولكنها تستدرك قائلة: لولا وجود اخوتي بالقرب مني ومد يد العون ماديا ودعما لما استطعت تحمل ذلك، كان اخوتي علىالدوام اقرب لتلبية صوتي من سماع اذني له لهذا لم اشعر بالوحدة كثيرا ولم تطل الايام كثيرا حتى كبر الاولاد فأعطوا حياتي طعما جديدا وبطبيعة الحال لم افكر بالزواج لان زوجي ترك لي قبل وفاته مايعينني على تمضية الايام بعده..‏

(و- س) كما يقول ابناء جيلها كانت اجمل نساء القرية وحام حولها الكثيرمن الرجال بعد وفاة زوجها لكنها رفضت فكرة الزواج بشدة ولم يستطع احد ان يمسها بالسوء قولا او فعلا..‏

(ر- و) ترملت في مطلع الثمانينات وكان لديها (4) اولاد وكانت ايضا على قدر كبير من الجمال.. لم يترك لها زوجها مايكفيها لتربية اولادها فالتفت لها بعض اقاربها لكنها تعرضت بسببهم للكثير من كلام الناس وزاد هذا الكلام قسوة ان احد الاقارب الذين ساعدوها طلبها للزواج وعرف الناس بذلك مع انها رفضته فإنه استمر بتقديم المساعدة تحت نظرات الناس المشككة بها.‏

(ر - ص) ترملت منذ سنتين فقط وترك لها زوجها طفلين وهي في العقد الثالث من عمرها، قالت: سأعيش لأولادي واعلم انني سأسمع الكثير من كلام الناس القاسي ولكن هذا الامر لايهمني، مايهمني حقاً هو ان اكون قادرة على حمل المسؤولية التي تركها لي المرحوم زوجي.‏

(م- ش) ترملت وهي في الثلاثين من عمرها ولديها طفلان، كانت تسكن في بيت ايجار وكان زوجها يعمل على بسطة ولم يترك لها اي شيء يعينها على حياتها..‏

اهل زوجها اخذوا منها الاولاد فعادت للسكن مع اهلها فإن خرجت تبعتها نظراتهم المريبة وان جلست لم تسمع أذنها الا الكلام الذي يؤذي مشاعرها لذلك قبلت بأول من طلب يدها دون التفكير بما لديه.‏

السؤال المعاكس: ماذا لو ترمل الرجل؟‏

في هذه الحالة ستحضر التبريرات التي ستمتلك قوة التنفيذ وأبسطها هو ان الرجل مسكين لايعرف كيف يهتم بالأولاد ولايعرف لا الطبخ ولا النفخ ولا الغسيل ويجب ان يتزوج.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية