تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أربع سنوات عاشتها بكلية واحدة.. ومشــــفى الأطفـــــال يصحـــح التشــــــوه المعقــــــــد

مجتمع
الأربعاء 20-1-2010م
عبير ونوس

هرباً من جشع المشافي الخاصة وتحليق فواتيرها وأملاً بعلاج لا يثقل كاهلها نظراً لخصوصية الحالة وصعوبتها،

لجأت الجدة إلى مشفى الأطفال علها تجد ضالتها لكن ما قدم لحفيدتها نور وسواها من الأطفال المراجعين لهذه المشفى من محافظات القطر كلها أكبر من أن يحتسب بقيمته المادية لأن المشرفين عليهم والمتابعين لحالاتهم أطباء من خيرة اختصاصيي القطر يعالجون مختلف الحالات التي تردهم معقدة كانت أم بسيطة بحس عال من المسؤولية في مشفى يقدم خدماته كلها مجاناً لحفيدة هذه الجدة وأبناء أمثالها من ذوي الدخل المحدود.‏

حالة نادرة‏

نور ابنة السنوات الأربع حالتها قد لا تكون نادرة لكنها لاتتكرر كثيراً وهي كما وصفها الدكتور عدنان الحسامي رئيس شعبة الجراحة في مشفى الأطفال بدمشق تعاني من تشوه شديد إذ توجد لديها مقدرة مشتركة أي أن المستقيم والاحليل والمهبل جميعهم يلتقون بقناة واحدة وينفتحون بفوهة واحدة بالعجن، لذلك التحدي الكبير كان بفصل هذه الطرق الثلاثة ووضع كل فوهة بمكانها الطبيعي، وهو إجراء دقيق جداً لكنه ليس مستحيلاً ونحن بمشفى الأطفال والكلام للدكتور الحسامي سباقون ليس على مستوى سورية فقط بل المنطقة بإجراء هذا النوع من العمليات، وتابع موضحاً حالة نور بأنها تعاني أيضا من غياب إحدى كليتيها خلقياً والمتبقية فيها /قلص/ لذلك أول اجراء جراحي قمنا به هو زرع حالب أيمن حفاظا على سلامتها، والخطوة الثانية كانت فصل المستقيم عن الجهاز البولي وذلك بفتحة بشكل طبيعي وحالياً يتم الاستعداد لإكمال العلاج وهي عملية نوعية ومستقبلا ستتمكن الطفلة من ممارسة حياتها بشكل طبيعي ،لاسيما إن كان رحمها والمبيضان طبيعيين.‏

وشدد الدكتور الحسامي على ضرورة التزام الأهل بمراجعة المشفى لمراقبة الأطفال عن قرب من خلال التحاليل والتوثيق لكن للأسف معظمهم نفقد التواصل معهم بعد إجراء العمل الجراحي والسبب شيوع ثقافة خاطئة لديهم تتمثل بأن مشكلة أطفالهم انتهت بانتهاء الجراحة، وعند الضرورة يلجؤون لأناس ليسوا خبراء لذلك غالباً يعودون إلينا بمشكلة أكبر أو بفشل كامل للجراحة التي أجريناها لهم لذلك التواصل مع المشفى للمتابعة ملح وضروري.‏

مشفانا يتفرد‏

بمعالجة الخنوثة‏

والتشوهات المعقدة‏

وعن عدد الحالات التي عالجتها المشفى والمماثلة لحالة نور أكد الدكتور حسامي أنها لا تتجاوز الثلاثين لكن نضم إليها عدداً آخر من التشوهات وهي أكثر شيوعاً وتسمى بالمتلازمة الكظرية التناسلية أو ما يعرف بالخنوثة وهي من الحالات المعقدة. ومشفانا يعد الوحيد في القطر الذي يتعاطى معها ويعالجها حيث نجري للطفل المصاب بهذا التشوه إصلاحاً كاملاً ليعود إلى وضعه الطبيعي تماماً خاصة الإناث بحيث تصبحن مستقبلا قادرات على الانجاب، وأضاف مبيناً أن حالات الخنوثة بشكل عام عددها كبير لكنها ليست جميعاً بحاجة لجراحة ولا كلها تحول لأنثى والتي حولناها أو بالأصح صححناها كانت بناء على صور وتحاليل أثبتت أنوثة المولود وعددها وصل لحوالي تسعين حالة في مشفانا.‏

5000 عملية في شهر‏

تعد شعبة الجراحة في مشفى الأطفال بالمقاييس العالمية ضخمة جداً حسبما أشار الدكتور الحسامي وذلك نظراً لاحتوائها على سبعين سريراً ويجري فيها شهرياً قرابة الـ 5000 عملية جراحية بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة على أيدي اختصاصيين يساعدهم طاقم كبير من الأطباء المتدربين في ست غرف عمليات يبدأ العمل فيها الثامنة والنصف صباحا ويستمر حتى الرابعة بعد الظهر ناهيك عن العمليات الاسعافية وأضاف مبيناً أن جراحة الأطفال تضم أكثر من فرع وعلى رأسها جراحة الخديج «حديث الولادة» الذي يأتينا بتشوهات خلقية كانسداد المري وانسداد الأمعاء ووجود الأحشاء خارج البطن إضافة للقيلات والفتوق الأمينوسية وجميعها من العمليات النوعية وتحتاج إلى خبرة خاصة وتخدير عالي الجودة حسبما أوضح الدكتور حسامي مضيفاً أن هذه الحالات وسواها تحول إلينا من كل سورية وهم يشكلون ضغطاً كبيراً على المشفى ويحتاجون لخبرة عالية.‏

أيضا لدينا الجراحة البولية عند الأطفال ونفخر بأن مشفانا تجري فيه عمليات نوعية كالتي تجري في المراكز العالمية وبنتائج ممتازة كذلك الصدرية لجراحة الرئة والطرق التنفسية والرغامى وما شابه هذا إضافة للجراحة العامة البطنية عند الأطفال كجراحة الكولونات والأمعاء الدقيقة والبنكرياس والطرق الصفراوية الخ..‏

وتخفيفاً للضغط الواقع على المشفى بوصفه التخصصي الوحيد رأى الدكتور حسامي أن الحل يكمن بإحداث مراكز تخصصية أخرى في عدد من المحافظات لأن هناك الكثير من التشوهات والاسعافات الواجب تدبيرها في مكانها فضلاً عن أن عدد الحاضنات لدينا محدود ولا يمكنها استيعاب كل الأطفال الوافدين إلينا وبذلك نرحم الطفل وذويه من معاناة قطع المسافات الطويلة أملاً بالعلاج.‏

وأردف قائلاً: نحن جاهزون عند اللزوم للذهاب إلى أي محافظة لإجراء عمليات جراحية نوعية، وهو ما قمنا ونقوم به بالتعاون مع زملاء لنا في المحافظات البعيدة حرصا منا على رفدهم بالخبرة الأمر الذي يساهم في رفع سويتهم ويخفف العبء عن كاهل مشفانا.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية