(الايدز ومتلازمة داون) في الدراما السورية
فنون الاثنين 9 -12-2013 سلوان حاتم كثيرة هي الأعمال السورية التي حملت الهم الاجتماعي على عاتقها وكانت السباقة في طرح قضايا شائكة لطالما تهربت الدراما العربية من الخوض في غمارها فجاءت الدراما السورية لتكون خير سفير يمثل هذه القضايا ويوصلها إلى المشاهدين بطريقة قصصية تربوية .
الحديث هنا ليس عن مسلسل بيئة شامية أو حلبية أو كوميدية ، الحديث هنا عن الدراما التي تبنت الحالات الصحية أو التي تعاني من مشكلات صحية مثل قضايا الايدز ومتلازمة داون والمخدرات وغيرها من الحالات التي يتعامل البشر معهم بطريقة سلبية وكأنهم أصبحوا خارج نطاق البشرية . فمسلسلا (حاجز الصمت والخط الأحمر) كانا السباقين في طرح موضوع (الإيدز) في محاولة لتعريف الناس بمخاطره وباحتمالات نقله فكانت الدراما أفضل بكثير من الندوات والبرامج والمحاضرات للتوعية ، في حين كان (وراء الشمس) أول مسلسل بطله مصاب بمرض متلازمة داون (المنغولي) فاستطاع الممثل علاء الدين زيبق أن يعبّر عن أن حامل هذا المرض قادر على القيام بكل ما يطلب منه حتى التمثيل وهنا مرة أخرى استطاعت الدراما توعية المشاهدين وتعريفهم بالمرض على خير ما يكون بوجود نجوم من الصف الأول مثل بسام كوسا وصبا مبارك وآخرين أدوا إلى جانب علاء الدين أدوارهم ليوصلوا فكرة حقيقة أن المصاب بمتلازمة داون هو شخص فاعل في المجتمع فعاملوه بناء على هذا الأساس . وبالحديث عن بسام كوسا فإن دوره في (عصر الجنون) يعتبر من أهم ما قدم فاستطاع تأدية دور مدمن المخدرات بشكل رائع مسلطاً الضوء على ما ينتابه من أعراض تصل إلى حد الجنون وكيف تتم عملية بيع هذه المادة السامة ومخاطرها على الفرد والأسرة .
درامياً استطاعت الأعمال السورية أن تكون أول من يناقش مواضيع الأمراض وخاصة الخطيرة منها مع ان هناك الكثير من الأمراض مازلت تحتاج إلى اهتمام الدراما فيها وهنا لا نقصد الأمراض الجسدية فقط بل هناك أمراض اجتماعية على الدراما أن تتطرق لها لتكون خير معلم لجيل جديد يتأثر بالدراما أكثر من تأثره بأي شيء آخر وطالما أن الدراما السورية تستطيع تحقيق المتعة والفائدة فلماذا لا تكون السباقة في معالجة قضايا أخرى ، وما يقصد من الكلام ليس تضمينها فقط بل تخصيص أعمال بالكامل عنها .
|