تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رنا أبيض: الفنانون جنود في إمرة الوطن

فنون
الاثنين 9 -12-2013
آنا عزيز الخضر

فنانة سورية صنعت نجوميتها عبر مجموعة من الأدوار اللافتة، وحققت حضورها ضمن أعمال درامية ناجحة ،كما أنها لم تغب عن أعمال وطنية، وفعاليات وطنية واجتماعية منها بيع الأعمال التطوعية لسيدات سوريات من لمسة دفا لصالح اسر الشهداء، ومجموعة (جدايل سورية) وغيرها،

نالت أكثر من جائزة قدمتها هدية للجيش العربي السوري، ورغم تأثرها بالأحداث،تابعت عملها الفني بروح المسؤولية .‏

أما آخر الأعمال التي شاركت فيها فكان (صمت البوح) تأليف رانيا بيطار وإخراج (باسم شعبو) ، حول العمل وما الذي شدها إليه ، تقول : التواجد في عمل عربي مشترك تحت إدارة مخرج سوري هو إثبات وجود ضروري من خلال عمل اجتماعي يمتلك ملامح خاصة في طرحه .‏

ـ ما الميزات الخاصة للشخصية التي جذبتك للدخول إلى عوالمها؟‏

الشخصية تعود لنسمة وهي إحدى الزوجات الأربع لبطل العمل، فهو متزوج من إماراتية وهندية وسورية رغبة منه في الإنجاب ،وهو في الأصل عقيم ،ويلقي أسباب العلل على زوجاته،كي يخدعهن ويتزوج بأخريات تيمنا بما يسمح له الشرع ،ونسمه ذات أصول سورية من الطبقة المخملية المدللة، وقد اعتدنا على أن الزواج بخليجي هو بدافع الفقر، والحالة هنا على العكس ،وفي مثل هذه الحالة يكون الاقتران مبنيا على المصلحة المادية،وهذا الشكل أيضا ينتفي فيه الحب والجانب الإنساني،وقد حمل العمل ضمن محاوره العديدة إبراز قسوة ما تعانيه المرأة العربية من جراء الفهم الخاطئ للعادات والتقاليد في حياتنا الشرقية،فالعمل يحمل طابعاً كوميدياً ساخراً جنبا إلى جنب حمله لكثير من المقولات الإنسانية.‏

ـ كيف أثرت الأحداث على الدراما السورية برأيك؟‏

لاشك أن الدراما السورية تتعرض للمضايقات والتضييق في التسويق للتقليل من شأنها، ونذكر عندما أوعز سيادة الرئيس بشراء كل الأعمال السورية وعرضها على محطاتنا كداعم أساسي للفن والفنانين السوريين، وعموماً أرى أن تأثير الأحداث على الدراما ضبابي كما هي حالة الصناعات الأخرى.‏

ـ عشت الأحداث وتفاعلت معها ، برأيك كيف تتجلى مسؤولية الفنان والمثقف تجاه هذا الواقع؟‏

الموضوع شائك فنحن أحد أدوات العمل ،نعمل ضمن فريق ولا اعرف كيف يؤثر الفنان لوحده وبمفرده أمام منظومات عالمية تعمل كي تؤثر على المجتمعات مرئيا وثقافيا وعاطفيا وفكريا وماديا .. فالتأثير المطلوب يحتاج إلى استراتيجية متكاملة، وان كان موقف الفنان له تأثيره ، ولكن معظم الفنانين وضعوا أنفسهم كجنود تحت إمرة هذا الوطن، وقاومنا بقوة محبتنا له، ولكن بصراحة لم يكن هناك مايسترو مهم لجمع أصوات الفنانين المحبين لوطنهم وتوظيف صوتهم العالي لقول الحقيقة وإيصالها للعالم ، لكن لا ننكر الاهتمام المتميز بأبطال الجيش العربي السوري الذي أبهر العالم بعقيدته وجبروته في صد العدوان.‏

ـ من وجهة نظرك ما الأسئلة التي يفترض بالدراما إثارتها خلال الفترة الأخيرة؟‏

نحن بحاجة إلى منتديات وإحصاءات للوقوف على تحليل تأثير الدراما على المجتمع وكيف نقدمها وما المطلوب منها كوسيلة ثقافية مرئية قوية التأثير وسريعة الوصول إلى الجميع ،كما أنه من الضروري وضع خطط لهذا الهدف والاهتمام بالكتاب لان النص الدرامي هو اساس العمل ويعتبر الركيزة الأهم، ثم الاهتمام بما يقدم كي يمكنه محاكاة المجتمع، والارتقاء بأفكاره ومفاهيمه، وكل ما يأخذ بيده إلى الأمام لتجاوز المراوحة في المكان، تجاوز تبعات الازمة من جهة، ومن جهة أخرى فضح الأسباب التي مهدت الطريق لها.‏

ـ ما سبب توجه بعض الفنانين السوريين برأيك للدراما العربية ؟‏

شهرتهم ونجاحهم وسع الأفق أمامهم،وهذا شيء ايجابي ،ولكن السلبي في الموضوع،أن من استدعاهم من وجهة نظري أراد أن يفرق مجموعات ناجحة،أنجزت أعمالا فنية مبهرة،عندما كانت مجتمعة ،فما كان منهم إلا أن يضيقوا عليهم، كي يستدرجوهم نجما تلو الآخر ،لينالوا من زخم نجاحات الدراما السورية بهدف التقليل من شأنها.‏

ـ ما رأيك بالوجوه الشابة الجديدة؟‏

لاشك أن الشاشة دائما بحاجة إلى نبض جديد ووجوه جديدة لجذب المشاهدين ،وهذا ضروري للاستمرار في تأهيل مواهب لتكمل الطريق ، خصوصا انه في الفترة الأخيرة، سيطرت بعض الوجوه المملة بشكل غير مدروس فاستهلكت نجوميتها، و افقدتها بعضاً من جمهورها، الذي لم يعد يرى الجديد في أدائها ،فانا إلى جانب هذه المواهب الشابة لان الساحة الفنية عطشى للتجديد ، لكن وجدت مواهب ولم توظف كما يجب ،ولم يقدم ما يخدم مواهبهم الحقيقية،لان الذي يساعدهم تقديم أعمال تنتفي فيها السطحية وحضور مجال مفتوح أمام الكاتب، ليقدم خياراته الفنية والثقافية الحقيقية بعيدا عن ضغوط الإنتاج والطرح وزمن الانجاز وغيره.‏

ـ ما مشاريعك المستقبلية؟‏

انا في انتظار ولادة نص فيلم سينمائي قيد الانجاز للكاتبة روز ذيود بعنوان (عقد نكاح) .‏

ـ هل من كلمة تودين قولها ؟‏

أريد أن أوجه كلمة لسورية، سورية أم الكل، سورية أم الفقير ، فهي بعد أقسى ثلاث سنوات من الأزمة، ورغم كل الضغوط لازالت أرخص في ظروف معيشتها من أي دولة عربية بخمسة أضعاف ، سورية أرض مباركة حرزها من دم أطهر رجال الكون ، وبعزيمتهم لن يصح إلا الصحيح، سورية ثبتي أقدام الجيش العربي السوري وكوني لعنة على من ارادوا بأرضك الخراب .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية