تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكيان الإسرائيلي..إعادة الحسابات استباقاً للمتغيرات

شؤون سياسية
الثلاثاء 10-12-2013
حسن حسن

إذا كانت واشنطن لم تستطع حماية حلفائها في المنطقة مثل مبارك وزين العابدين بن علي وعلي عبد الله صالح وفشلت جميع وسائل اعلامها ،

وكذلك وسائل اعلام حلفائها في منع سقوط هؤلاء الحلفاء، فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة ليست قدراً لايمكن صده واحباط أهدافه حتى لو جرى ذلك دون حرب ومجابهة عسكرية مع أميركا.‏

ولو كانت واشنطن متأكدة أن غزواً عسكرياً أميركياً يمكن أن يثّبت أنظمة حكم حلفائها لفعلت ذلك في أكثر من دولة عربية ، لكن واشنطن كانت تعول على اعادة ادارة (اللعبة) حين تخلت عن مبارك فسقط ، وحين حاولت الاعتماد على (محمد مرسي) ثم أسقط في يدها وتخلت عنه، وهذا يعني أنها لن تتوقف عن نسج الخطط والمؤامرات في هذه المنطقة سواء لحماية حلفائها أو للتخلص من المناهضين لسياستها والمعادين لحروبها.‏

ولذلك يستنتج معظم المحللين في الولايات المتحدة وفي « إسرائيل» أن ادارة أوباما ستحاول استخدام قواعد (لعبة ) جديدة في سورية وإيران وقوى المقاومة بعد خسارتها للجولة الأولى من مخطط العدوان على سورية وحلفائها ويرسم بعض المحللين سيناريوهات مقبلة يتصورون فيها أن واشنطن ستعمل الآن على زيادة تسليح مجموعات المعارضة المسلحة حتى لو وقع هذا السلاح بأيدي مجموعات منظمة القاعدة وجبهة النصرة مادام أن هذا السلاح سيجري استخدامه لإضعاف الجيش السوري والحكومة، ومع ذلك يلاحظ هؤلاء المراقبون أن واشنطن لوحت بشعلة العدوان ضد سورية ثم اطفأتها دون أن تتمكن «إسرائيل» أو منظمة (إيباك) المتخصصة بالضغط لحماية مصلحة«إسرائيل» من اجراء أي تعديل أو تغيير على أوباما عدم اطفاء شعلة العدوان على سورية. فالكل يعرف أن تل أبيب كانت تصب الزيت على نار التهديدات الأميركية دون توقف لعلها تشترك في اللحظة المناسبة جنباً إلى جنب مع واشنطن في العدوان على سورية.‏

وتبين في النهاية أن«إسرائيل» خسرت هي أيضاً الجولة الأولى من مخطط العدوان، وأثبتت أنها لاتستطيع أن تفرض على واشنطن أي موقف لاتقبل به الإدارة الأميركية الاتفاق الروسي - الأميركي لسورية بوابة دعم عسكري وسياسي وبوابة تشكيل نظام اقليمي عالمي جديد يفرض قوته على«إسرائيل» والولايات المتحدة معاً، وهذا ماجعل أكبر منظمة عسكرية تقودها واشنطن في حلف الأطلسي لاأحد يلتفت إليها في كل مراحل التهديد الأميركي المتصاعد ، فقد لاحظ المحللون العسكريون في واشنطن أن لغة الحرب الأميركية لم تظهر فيها تهديدات بمشاركة حلف الأطلسي ، بل إن أصوات بعض الدول العربية المتحالفة مع واشنطن بدا خافتاً، كأنها تدرك أن الخسارة باتت مؤكدة جراء تراجع واشنطن عن تنفيذ عدوانها.‏

ولعل أكثر مايميز التحكم الأميركي بنسبة وافرة من قواعد اللعبة في دول (ماقبل الديمقراطية» هو أن هذه الدول لايزال حكامها يجندون أنفسهم ضد سورية التي يكافح شعبها بأغلبيته الساحقة ويتمسك بقيادته ضد أكبر مؤامرة تقودها واشنطن وتل أبيب ضد سورية في حين أن شعوبهم تناهض السياسة الأميركية وتعمل على إسقاط كل من يأتمر بأمرها.‏

وإذا كانت الشعوب تتعلم بسرعة أكثر في زمن الحروب ، فإن الشعب المصري والتونسي واليمني كان أكثر المدركين للمؤامرة الأميركية الصهيونية على سورية بعد تجربة (ديمقراطية الولايات المتحدة).‏

ولذلك بدأت «إسرائيل» تعد حساباتها لظروف مقبلة لم تتوقعها من الشعوب العربية وقدرتها على تغيير حكام متحالفين مع واشنطن واختيار آخرين يحافظون على السيادة والاستقلال والتضامن العربي ضد أعداء هذه الأمة ، وتكشف صحيفة جيروزالم بوست أن ( أنيف كوخافي)رئيس المخابرات العسكرية الإسرائيلي أعد تقريراً يشير فيه إلى حالة الخطر التي ستزداد على «إسرائيل» ومستقبلها مع المدى البعيد لهذه التطورات التي تتلاحق في الدول المجاورة لإسرائيل.‏

ويحدد كوخافي علناً أن أكبر الأخطار على «إسرائيل» تتمثل الآن في انتقال سورية إلى حالة الاستقرار من الحرب الداخلية وأن هذه الأخطار أصبحت قريبة، وتتحول إلى واقع محسوس متحرك إذا ماانهار الوضع الأردني بوجه خاص لأن الجوار اللبناني لإسرائيل مازال يزيد قدراته العسكرية لضرب «إسرائيل» ويشير يعالون وزير الحرب الإسرائيلي إلى تزايد الخطر على إسرائيل من الشمال والشرق ويقلل من شأن الخطر القادم من الجنوب أي من منطقة سيناء ومصر على المدى القريب.. ويستند يوسي بيلين الوزير الإسرائيلي السابق لتزايد حجم الأخطار فيستنتج أن «إسرائيل» ستزداد حاجتها للولايات المتحدة وأوروبا معاً لأن واشنطن وحدها لم تستطع حتى الآن وبعد أكثر من عشر سنوات حسم الحرب في أفغانستان أمام منظمات مسلحة ، فكيف إذا ماتطلب الدفاع عن«إسرائيل» نشر عشرات الآلاف من الجنود الأميركيين على ساحة الحرب الإسرائيلية - العربية وخصوصاً إذا ماعجزت واشنطن عن التحكم بأنظمة مصر وتونس واليمن والأردن وليبيا؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية