غير أن القناة نسيت في زحمة ممارستها المستمرة لأبشع أشكال الكذب والتضليل أنها كانت تتبنى وتدافع عن وجهة نظر الخاطفين وتحاول عبثاً إظهارهم بمظهر المنقذ والمخلص الذي يحرص على أمن وسلامة المدنيين..؟!!
بعيداً عما قالته إحدى الراهبات تحت الضغط والإكراه حول ظروف وجودهن في هذا المكان المجهول، فإن اقتيادهن على هذه الشاكلة إلى خارج الدير الذي نذرن أنفسهن فيه للصلاة وخدمة الأيتام والمعوقين هو جريمة مدانة لا يعادلها سوى جريمة تبريرها والدفاع عنها أو محاولة استثمارها في مكان آخر، لأن دور العبادة يجب أن تكون مقدسة ومصانة في ظروف الحرب لا أن تخرب وتنتهك أو تستخدم كمقرات ومخازن سلاح للقتلة والمجرمين كما جرى في العديد من المساجد والكنائس والأضرحة، وبالتالي فإن المكان الأكثر آمناً للراهبات هو نفس الدير الذي اختطفن منه أو البطريركية التي يتبعن لها حسب ما أكد صاحب الغبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام.
من الواضح أن جريمة اختطاف الراهبات مدبرة ومخطط لها في الخارج وهي لا تنفصل بأي حال عن عمليات استهداف الوجود المسيحي في المنطقة، ويقيناً أن الجهات الراعية لهذا النوع من الإرهاب لن تتأخر في الكشف عن نفسها من أجل استثمار الحادث في إطار تحسين صورتها المشوهة وترميم دورها المتآكل، وليست قضية المختطفين اللبنانيين التسعة ببعيدة حيث ظهرت كل من تركيا وقطر كمتورطتين وداعمتين للخاطفين وتالياً كمساهمتين في إطلاق المختطفين.
مأساة راهبات معلولا ومطراني حلب والكثير من المخطوفين في سورية تفضح جانباً من الحرب الإرهابية التي يتعرض لها السوريون والتي لا يزال الإعلام المضلل يصورها وكأنها «ثورة» حرية وكرامة، في حين أن جرائم الخطف تتناقض مع أبسط معايير الحرية والكرامة الإنسانية، ولكن كما يقال «عنزة ولو طارت»، فالتضليل مستمر وهو جزء أساسي من هذه الحرب القذرة.