تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كيـف تــم الإبــلاغ «إعلامـيــــاً» عن لعــبـــة نـهــايــة الأزمـــة في ســـوريــة؟

journal-neo.org
دراسات
الثلاثاء 24-7-2018
ترجمة - وجيها رومية

إزالة الحواجز العسكرية من قلب العاصمة السورية دمشق لفتت أنظار الصحافة العالمية، حيث يناقش هذا التطور على نطاق واسع في سياق نجاح الجيش العربي السوري باستعادة السيطرة على الجزء الأكبر من أراضي بلاده.

ما أدى إلى مسح العناصر الإرهابية والألغام من طرق الاتصال بين المحافظات، لا سيما الطريق السريع حمص – حماه، لذلك باتت الانفجارات نادرة الحدوث هذه الأيام.‏‏

‏‏

وتتزايد أعداد العرب الذين يشعرون الآن بأنهم مطرون للاعتراف بالحقائق الجديدة في سورية، وهي أن دمشق صمدت لأكثر من سبع سنوات من الحرب المستمرة بدعم من الحلفاء الروس والإيرانيين ، من بينها روسيا، حيث يتم التركيز في عدد من المقالات على الدور الذي لعبه سلاح الجو الروسي في إرساء الحقائق الحالية على الأرض السورية.‏‏

من بين العناوين الرئيسية، «بوتين هو أهم لاعب عالمي « , «لماذا كان دور روسيا في الأزمة السورية مؤثراً وتاريخياً؟»‏‏

يقول الباحث منينام من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، بأن روسيا حققت انجازاً عالمياً من خلال موقفها في سورية، كما ساعدت حليفتها دمشق لصد جميع محاولات استهداف الدولة السورية .‏‏

ولكن ..رغم تحسن الأجواء في سورية من المهم الآن، ومن خلال حل الأزمة في سورية، أن يتمكن الاتحاد الروسي من تحقيق التوازن على المستوى الإقليمي بين القوى التي بدت غير قادرة على الاتفاق على حل وسط، مثل تركيا وإيران والسعودية ناهيك عن الكيان الاسرائيلي‏‏

حيث ينظر إلى موسكو كوسيط هام قادر على منع وقوع اشتباكات بين الدول المتخاصمة في المنطقة. وتتمثل ميزة الدبلوماسية الروسية في أنها دعت إلى توحيد محادثات جينيف وأستانا وسوتشي في عملية مشتركة واحدة.‏‏

وهذا ممكن لأن الأزمة في سورية والتي بدأت عام 2011 بات معروفا أنها جهز لها من خلال حركة إعلامية كبيرة إلى جانب عوامل أخرى كالارهاب بالتالي من السهل التوصل الى حل سياسي طالما أن المشكلة خارجية ومناعة البلد ذاتية .‏‏

فقد تم تكليف ما لا يقل عن 60 قناة تلفزيونية من جميع أنحاء المنطقة بنشر الأكاذيب ضد الحكومة والشعب في سورية، بالإضافة إلى عدد من بوابات الإنترنت ووسائل الإعلام المطبوعة والمدونين الفرديين. وتم اختبار قدرات وسائل الإعلام الحديثة من قبل الغرب لدفع جدول أعماله إلى الأمام.‏‏

كما تم دفع جوقة أصوات كبيرة مناهضة لسورية من خلال التدفق المستمر لدولارات النفط، أولئك الذين يقدمون الأجندة المعادية لسورية، يتصرفون بنفس الأسلوب. فهم يبدون ادعاءات غير صحيحة تستند إلى تصريحات أدلى بها نشطاء مجهولين. بحيث توجه كلها ضد الحكومة الشرعية في سورية للتلاعب بالرأي العام. مثل مجموعة مؤلفي مفاهيم الملخصات، وأكثر هذه الفظائع شيوعا هو ماحاولوا دسه خلال الأزمة بشكل كبير كعبارات «الفظائع التي ترتكبها القوات الحكومية ومذابح المدنيين»، «استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد الأطفال»، «ضربات القوات الجوية الروسية التي تستهدف المدنيين، بنية تحتية».‏‏

وتستخدم كل تلك التصريحات الكاذبة كأداة لإثارة استخدام القانون الدولي، وتبرير تبني قرارات أحادية في الأمم المتحدة، وبالتالي يتمكن الغرب من التدخل في شؤون الدولة السورية ذات السيادة، وتشويه سمعة روسيا.‏‏

لكن سورية وقائدها وجيشها وشعبها رفضوا الإنحناء والتخلي عن قتالهم ضد الإرهاب، حيث نشهد نهاية مريرة لعدد لا حصر له من جماعاتهم الإرهابية المختلفة، بما فيها أكبرها داعش، على الرغم من أن بقاياها مازالت تحاول ان تبقى ووفقاً لصحيفة الشرق الأوسط الموالية للسعودية، فإن ما يسمى «المعارضة» قد خرجت.‏‏

أما الصورة السلبية للحكومة السورية وقواتها الموالية التي انشأها الغرب، لخدمته فقد حكم عليها بالفشل، حيث بينت لمن يؤمنون بالأكاذيب بأنهم كانوا يلفقون انفسهم.‏‏

الأن يجب على مثل هذه المصادر وخاصة الاعلامية والغربية منها ان تحاول انقاذ ماء الوجه، حيث بدأت عدة مفاهيم جديدة تظهر في خطاباتهم، فقد بدأ عدد من المؤلفين يجادلون بأنه من الاسهل شن حرب ضد التجمع الارهابي لداعش وما تسمى «المعارضة» من إنشاء سلام حقيقي في سورية، وبهذا فهم يحاولون اثبات انه بالنسبة لدمشق، يمثل تقدم العملية السياسية نهاية نظامها السياسي العسكري، والهدف -واضح- لتشجيع اولئك الذين فشلوا، لإبطاء مسار التسوية السياسية وعملية جنيف، لتقديم السلام كحل مستحيل.‏‏

ويوجه الانتباه بشكل خاص الى العلاقات في المثلث بين موسكو وانقرة وطهران.‏‏

حيث يبحث المؤلفون بشكل محموم عن معنى خفي في تصريحات الممثلين الرسميين للإتحاد الروسي وجمهورية ايران الاسلامية، وينشر الشائعات حول الحجج القائمة بين الطرفين، بينما يتنبأ بالخلاف المستقبلي بينهما.‏‏

على الرغم من ان دمشق اصبح لها اليد العليا في ميدان المعركة، فلا يزال هجوم اعلامي كبير ضد سورية وحلفائها مستمرا. هذا بالطبع، يعقد التسوية السياسية في البلاد، لكنه لن يكون قادرا على عكس المكاسب التي تمكن الشعب السوري من تحقيقها على حساب عرقه ودمه.‏‏

بقلم: يوري زينين‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية