تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العين الصهيونية على البحر الأحمر.. كيان العدو يستثمر في ولاء الأعراب لتحقيق أجنداته

دراسات
الثلاثاء 24-7-2018
كعادتها تبحث إسرائيل عمن يدعم مصالحها، ويساعدها في الحصول على أطماعها، ويسهل لها مهمة توسيع نفوذها، كما تبحث عن أماكن النفوذ هذه، حيث لا تدخر جهداً من أجل التوجه بشكل دائم إلى مضارب الأعراب في الخليج،

ولاسيما السعودية التي تخدمها في هذا الاتجاه، وذلك على حساب القضايا العربية والقومية، وتجلى ذلك في دعمها الإرهاب في سورية والعراق واليمن خدمة للأهداف الصهيونية.‏

وفي هذا السياق، وضع معهد ما يسمى الأمن القومي في تل أبيب مؤخراً تقريراً بحثياً أوصى فيه بتحديد المصالح الإسرائيلية في البحر الأحمر ودراسة «ما إذا كانت سياستها الحالية تخدم هذه المصالح»، داعية إلى «تحديد الأطراف التي لها مصلحة في التعاون»، ورأى في موقع البحر المذكور أهمية اقتصادية كبرى لإسرائيل التي تسعى للاستفادة من مشاريع السعودية في هذه المنطقة.‏

وينصح البحث المؤسسة السياسية في تل أبيب بالاستعانة بعلاقات الولايات المتحدة ونفوذها في القارة الأفريقية، ودول المنطقة لتسهيل الاتصالات مع إسرائيل على الرغم من إشارتها إلى أن «المواجهة الأميركية مع الصين وروسيا تقلل اهتمام الإدارة الأميركية بالقارة الأفريقية».‏

وتستهل الدراسة صفحاتها بتعداد الأطراف والدول المعنية بالحرب في اليمن، مع الإشارة إلى أنه «حتى الآن لم يحدث أي تعطيل في مسارات الشحن والطيران الإسرائيلي، التي تربط إسرائيل بالمحيط الهندي والشرق الأقصى وإفريقيا».‏

هذه الإشارة تستدعي دعوة صريحة للتفكير ما «إذا كان يجب استثمار الموارد العسكرية والسياسية لمنع تحقيق التهديدات المحتملة ضد إسرائيل في هذه المنطقة.‏

وتضيف الدراسة أنه تحقيقاً لهذه الغاية، «ينبغي على إسرائيل أن تحدد الأطراف التي لها مصلحة في التعاون معها من بين بلدان البحر الأحمر، وينبغي النظر في آليات للتعاون، بما في ذلك منع تهريب الأسلحة، واقتراحها بشكل مباشر وغير مباشر للجهات الفاعلة ذات الصلة»، موضحة أنه وفي آليات التعاون المنشود، يعتبر معهد الأمن القومي أن «إشراك اللاعبين غير الإقليميين يخلق تضارباً في المصالح بينهم وبين البلدان الواقعة على طول ساحل البحر الأحمر، ما ينتج بدوره أرضاً خصبة للتعاون الأمني والاقتصادي والسياسي الرسمي وغير الرسمي مع إسرائيل».‏

وبطبيعة الحال، يركز التقرير الإسرائيلي على دور إيران في البحر الأحمر بعد أن قامت في السنوات الماضية بتعزيز دورها في مكافحة القرصنة البحرية وتعزيز علاقاتها مع السودان وجيبوتي واريتيريا، «حيث تمكنت من الحفاظ على وجود عسكري نشط في البحر الأحمر، مع خيار استخدامها لاتخاذ إجراءات ضد إسرائيل.‏

وعلى الرغم من أن التهديد الذي يشكله القراصنة في مضيق باب المندب قد تراجع في السنوات الأخيرة نتيجة الجهود الدولية، فإن التقرير الإسرائيلي يتحدث عما سماه « تهديد جديد لحرية الملاحة بسبب الحرب على اليمن»، بالإضافة إلى أن العداء اليمني لإسرائيل تاريخياً وينبع من أدبيات وأخلاقيات انتمائها القومي العربي، وهو ما كشف منذ عقود عن مصلحة إسرائيلية مباشرة في وجود حليف لها عند ساحل البحر الأحمر لرد هذا العداء.‏

تقرير المعهد الأمن القومي الإسرائيلي يعترف صراحة بأن (لإسرائيل) «مصلحة واضحة في ضمان أن يكون للتحالف العربي في اليمن اليد العليا» لأن القوى المناهضة لإسرائيل و الموجودة في اليمن تشكل تهديداً للمصالح (الإسرائيلية)، ويمكن أن يشكلا تهديداً لحركة الملاحة البحرية من(إسرائيل) وإليها.‏

ويخوض التقرير الإسرائيلي بعمق في الانتشار العسكري لدول الشرق الأوسط والدول الغربية على سواحل البحر الأحمر، لكنه يقف بشكل لافت عند تهديد اليمنيين باستهداف المنشآت الإسرائيلية المطلة في تلك المنطقة، خاصة تلك الموجودة في أريتيريا، ويذكر ايضاً البعد الاقتصادي الذي يشكل مجالاً حيوياً بحسب التقرير، إذ أن موقع البحر الأحمر يشكل أهمية اقتصادية كبرى لإسرائيل التي تسعى للاستفادة من المشاريع السعودية وغيرها في هذه المنطقة من العالم «حتى وإن لم يكن ذلك بشكل علني».‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية