بأن أطماع دول الغرب وعلى رأسها أميركا لا تحدها حدود، وقد بدأت التأسيس والإعداد لها منذ سنوات طويلة سبقت حربها الإرهابية، وأرادت من خلالها التدخل في شؤون الدول، بعد نشر الخراب والفوضى، وتوفير الغطاء السياسي للتنظيمات المتطرفة والعملاء الذين اعتمدت عليهم في حربها تلك.
أمواج المد الإرهابي التي استخدمتها منظومة العدوان، وأرادت من خلالها تغيير الملامح الجغرافية والاجتماعية والحضارية لسورية والمنطقة، عرّت غاياتها وأهدافها، وكشفت عن الوجه الخبيث لواشنطن والدول العاملة تحت إمرتها، وساهمت في إخفاق مخططها العدواني، ولم يبق لها إلا محيط ضيق تناور فيه يقتصر على سرقة الثروات، ونهب الخيرات نتيجة انتشار قواتها غير الشرعي، وممارستها البلطجة وبث الرعب في الأماكن التي توجد فيها، في الوقت الذي تنقطع فيه حبال مراوغاتها أمام شركائها الدوليين.
فشل أميركا ومن معها في مشروعهم التقسيمي، دفعها لضخ المزيد من التحريض، وانتهاج أسلوب التضليل الإعلامي عدم نشر الحقائق، والعمل على وأدها وإخفائها، وبث الأخبار والتقارير التي تخدم عدوانها وتروج لمخططها، فضلاً عن تصعيدها الإجراءات القسرية، والعقوبات الاقتصادية أحادية الجانب، والتي أضرت بالشعب السوري، وفاقمت ألمه ومعاناته، وكان هدفها من وراء ذلك إحباط معنوياته، وعرقلة جهود الدولة السورية في إعادة الإعمار، ومنع المستثمرين والخبرات من الولوج في سوق العمل والمنافسة لإنجاز الأعمال الضرورية، التي تسهم في استقرار المواطن وتوفير أمنه وأمانه.
ما يجري اليوم يثبت أن الولايات المتحدة ووكلاءها المتآمرين، يعملون على توسيع مشروعهم بشكل علني ومباشر والاستمرار فيه، ولطالما شكلت عمليات التضليل أحد أعمدة ذاك المشروع، لم يجد أولئك مشكلة في مواصلة نشر الأكاذيب، والإعداد لفبركات جديدة هدفها إلصاق التهم الباطلة بالحكومة السورية، حيث جاء استكمال الدور الهدام لأولئك واضحاً بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرار الانسحاب المزعوم لقواته من سورية، ليعود مجدداً ويعلن عودتها إلى مناطق في شمالها، تاركاً إرهابييه الذين سخرتهم إدارته قبل سنوات لتحقيق أطماعها في سورية تحت إمرة النظام التركي الذي يلقى بدوره الدعم والمؤازرة من عصابات فضلت العمل تحت مظلته على البقاء في حضن الوطن.