أعجبتني الفكرة كثيرا، وتمنيت أن تأخذ شركات ومؤسسات في وطني أو حتى أفراد مثل تلك المبادرة على عاتقها ولكن ليس للألعاب بل لإعادة المجتمع الإنساني والثقافي والفكري إلى هيئته قدر المستطاع، وتقليص مساحات مخاض الذعر والقلق والتطرف والحنين والكدمات... لأننا إذا ماأردنا إصلاح ماأفسدته سنوات الحرب على سورية في نفوس الكثيرين وفي مناطق سيطرة الإرهاب لوقت طويل لابدّ أن نكون جميعنا معنيين، ولن يتحقق الإصلاح إلا بفعل جماعي ثقافي، ديني، أسري، تربوي...
التلوث الفكري الذي أصاب الكثيرين إذا لم نلحق به مباشرة سيعود من جديد لينشر سمومه ونقع في الخطأ من جديد، لتجاهلنا فعل بيئة حاولت اختراق بنياننا الفكري والثقافي، وتجاهلنا الأثر وردة الفعل التي يمكن أن تفعل فعلها في القادم من الأيام.... لاينقصنا التحليل والاستشراف لما يمكن أن يكون وماسيكون، وإنما ينقصنا الهمّة والفعل الحقيقي وأن نُخرج أنفسنا من عدّة أشبار حشرنا بها تلك الأشبار التي يقيس عليها صانعو ردّات أفعالنا على مرمى أيديهم...
الوطن واسع، وولوج أبوابه أبعد من حدّ أي شبر، وكل شوارعه وأزقته ومدنه وقراه وجباله وسهوله وأنهاره عمّدناها بالدم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، هذا الوطن لايعرف الانكسار وشموخه الفتّي سيمحو أيّ أثر لكدمات وسموم من مرّوا....فِعلُنا وردّ فِعلِنا هو من سيقرر نظافة البيئة و المكان من كلّ أشكال التلوث الفكري.....