يشير عدنان زهير تنبكجي المدير الثقافي والإعلامي في مجلس شيوخ الكار المركزي في حوار معه ، أن شيخ الكار هو لقب عربي قديم كان يستخدمه الآباء والأجداد ونحن بمجلس شيوخ الكار وبدعم من الجهات المعنية في الدولة تم تأسيس مجلس شيوخ الكار المركزي والذي سيكون متوافقا مع كافة المحافظات السورية حيث من المقرر أن يكون في كل مكان من الأرض السورية شيوخ كار، لافتا أنه ليس بالضرورة ان يكون شيخ الكار كبيرا أو صغيرا ، بل هناك مراحل يجب أن يمر بها أولها أن يكون منتسبا للجمعية الحرفية ،أو الحرف التراثية بما لا يقل من خمس الى عشر سنوات ، وأن يكون له إبداع حرفي داخلي ومشاركة بالمعارض المحلية والدولية ، وأن يتمتع بسلوك حسن بشهادة رئيس الجمعية التابع لها وثلاثة من أعضاء المكتب التنفيذي .وبرأيه يمكن أن يكون شيخ الكار من العنصر النسائي وقد حصل ذلك إذ لا فرق هنا بين شاب وفتاة طالما معيار التميز هو الفن المقدم من قبل الطرفين .
وعن أهمية مشاركة الحرف اليدوية وإبراز الأيدي الماهرة السورية وبالتالي العقل المبدع السوري ،في معظم المعارض والنشاطات الفنية والثقافية على مدار العام ناهيك عن معرض دمشق الدولي ومعرض الباسل للإبداع والاختراع .بين تنبكجي بأن البصمة السورية أينما وجدت فهي تضفي نوعا من الجمال والحضارة السورية الراقية ،حيث لدينا حوالي من ٣٠-٣٣حرفة يدوية تراثية تعكس تاريخ الآباء والأجداد ،وقد ساعدت البيئة والمناخ والتضاريس على إبراز طقوس الجمال إذ لكل محافظة لونها وانتماؤها لحرفة معينة ، ففي دمشق على سبيل المثال نجح موضوع الموزاييك عالميا وساعدهم في ذلك إضافة إلى الإبداع ، هو أشجار الغوطة التي تعتبر العنصر الأساسي في نجاح الموزاييك الدمشقي ، وكذلك فن النحاس الذي يشهد تاريخه العريق بمحافظتي دمشق وحلب تحديدا من حيث الحفر والضغط والطرق على النحاس.
ونحن كشيوخ كار يقول تنبكجي واجبنا تطوير هذه الحرف المتنوعة والتماشي مع تطورات العصر، لكن يبقى هناك خط أحمر للماضي العريق الذي نفخر به ،وهو جزء من الخصوصية السورية والتي حاول البعض أن يسرقوا ويشوهوا ويطمسوا معالمها لكن الفشل كان حليفهم ، لذلك تم العمل على حفظه وعدم تصديره للغير .حيث باتت تحفظ كنوزنا التراثية الغنية ولكافة الفنون في الحاضنة الحرفية التراثية في دمر والتي تضم مركزا تجاريا لبيع وتسويق المنتجات الحرفية داخليا وخارجيا، ومركز ثقافي إلى جانب أكاديمية الأسد للتعليم الحرفي وتلك فيها ورشات عمل لكل شيخ من شيوخ الكار وبإمكانه ايضا الحصول على مكان لعرض المنتجات ..كما يوجد فيها مراكز لكل الدول الصديقة لعرض منتجاتها كنوع من التبادل والتعاون بالمثل أثناء المشاركات الخارجية منوها في هذا السياق لأهمية المعرض الحرفي السوري الذي أقيم في أبخازيا ، وبالمقابل هم اخذوا بيتا لهم في الحاضنة التراثية لعرض منتجاتهم الحرفية ،فهي حاضنة تراثية تعليمية بامتياز . كما فيه أيضا مكان خاص لتعليم أبناء الشهداء والاهتمام بهم ،وجمعية سوا الإنتاجية ومركز كبير لتعلم فنون الخياطة كافة من حبكة وتطريز وغيره.
وعن سبب اختيار حاضنة دمر التراثية من الناحية الجغرافية .أوضح تنبكجي بأن دمشق تحتاج لعشرات الحواضن وليس حاضنة واحدة ، وحاضنة دمر لم يكن طلبنا حصرا فالمكان كان هامدا لايشغله شيء ، فأخذه الصديق الأستاذ لؤي شكو عن طريق التسلسل الوزاري فيما يخص موضوع الإبداع السوري وبعد نيله جائزة الباسل للإبداع والاختراع تم تخصيص هذا المكان ليشمل كافة الفنون التراثية ..رغم الحاجة لحواضن متتالية .مطالبا بتحقيق هذه الأمنية بأن يكون هناك بروتوكول لشيوخ الكار بأكثر من حاضنة .طالما نقدم منتجا منافسا على مستوى العالم ،مؤكدا أنه في ظروف الحرب العدوانية على بلدنا تم تحقيق من ٦-٧ إنجازات دولية بالمراكز المتقدمة من قبل شيوخ الكار التابعين للاتحاد العام للحرفيين،
وعن أهمية مشاركة الحرف التراثية باستمرار بالمعارض المحلية بشكل عام من ناحية الميزة و الخصوصية .قال تنبكجي سأجيب على هذه النقطة من خلال نافذة معرض دمشق الدولي الذي شاركنا فيه منذ انعقاد أولى دوراته وسجل الحرفيين حافل بذلك لكن المميز في الدورة ٦١ لهذا العام أنه كان في كل زاوية من زوايا المعرض ابداع حرفي لكل شيخ من شيوخ الكار يمثلون العنصر النسائي والشبابي من المحافظات كافة .
فأنا على سبيل المثال شيخ كار بالفنون اليدوية التراثية فيما يخص النحاسيات تحديدا،وصديق آخر يعمل بالموزاييك، وزميلة أخرى تعمل بحرفة الصدف ،مع ملاحظة أنه يمكن دمج حرفتين أو ثلاث حرف مع بعضها لإنشاء حرفة تراثية جديدة وقد حصل ذلك من خلال دمج الصدف مع النحاس والكريستال ما أعطى منتجا ابداعيا جميلا..ويعلق تنبكجي بالقول مداعبا»ليس الأب وحده المبدع ..أيضا فرخ البط عوام «..
وفيما يتعلق بالجهد والتعب الذي يستغرقه العمل الفني الحرفي ذكر بأن لكل فن من الفنون متعته وجماليته ولكل شيخ كار لديه رغبة بعرض ما يحب ان يعرضه في كل مهرجان او معرض سنوي او موسمي .فبالنسبة لي شخصيا كنت سعيدا جدا من خلال مشاركتي بالعلم السوري المصنوع من النحاس والكريستال ، إلى جانب ناعورة تراثية من النحاس تضم ايقونات لجميع المحافظات السورية .فيما تميز شيخ الكار فؤاد عربي بالعود الدمشقي عبر المشاركة بثلاثة نماذج منها نموذج طاولة نال عليها جائزة بالهند تفتح بعدة طرق وفيها عدة تصاميم ..لها شكل طاولة الشطرنج ،وإذا ما فتحناها بطريقة أخرى فإنها تأخذ شكل طاولة الزهر، ونموذج ثالث لتصبح طاولة للاستعمال المكتبي.مضيفا أيضا أن خلدون المسوتي شيخ كار بفنون الفسيفساء ولوحته التي شارك فيها استغرقت أكثر من ستة أشهر حققت حضورا وإعجابا لافتا من قبل المهتمين والزوار بشكل عام .
كما شارك كل من عصام الزيبق رئيس مجلس شيوخ الكار بدمشق مع شيخي الكار عبد الحميد حارس وعبد الكريم الرفاعي بعمل مشترك وهو ابداع علمي يتعلق بالاكتشاف المبكر «للسلندر « الخاص بالسيارات او الطائرات أو المحركات،بينما شيخ الكار فايز قطيط تمثلت مشاركته بجهاز لكشف الوثائق المزورة من خلال العلامات المائية .
اما فن الحفر والنحت والرسم على الحجر فقد مثلها شيخ الكار الصديق ياسر الشاوي من محافظة حماه،والذي قدم ابداعا جديدا من خلال ادخال اللوحات البانورامية المتطابقة مع فصول السنة الأربعة وغيرها من الإبداعات الأخرى.
أخيرا يمكن القول ان لكل مجتمع من المجتمعات هوية تراثية فنية تعطي مساحة من التناغم الجمالي والحياتي ويضفي على التكوين العام خصوصية القدرات و الطاقات والخبرات الغنية بتنوع ألوان المجتمع.