تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مسافة احترام

عين المجتمع
الأحد 15-12-2019
منال السماك

كرسي واحد لا يكفي البعض .. و العدالة بتوزيع المساحة أحيانا شبه معدومة ،

هذا إن حالفها الحظ بحجز كرسي دون الاضطرار للوقوف ، و الانحشار وسط زحام خانق تشهده المواصلات العامة ، المتضرر الأكبر فيها ذوات الجنس الناعم ، فالازدحام قد يكون بيئة مساعدة لضعاف النفوس للتحرش ، و مضايقة الجالسات بالتعدي على المسافة الفاصلة ، فيلتصق بعضهم بمن تجاوره دون ترك مسافة احترام لخصوصية و حرمة جسد ، و يجعلها تنزوي و تقلص من جسدها حتى تكاد تتمنى الخروج من النافذة ، بينما الواقفات لسن بأحسن حال حيث تتزاحم الأجساد فوق بعضها في مشهد مستفز ، يدعو المشاهدين لإعلان نصرة النساء و استنهاض المروءة ، و استنفار أخلاق الركاب لترك مسافة بسيطة تبعث شيئا من الراحة .‏

مسافة ثقة .. مسافة احترام .. مسافة أمان ، تلك المطالب الضمنية التي تتمناها حواء لحمايتها من تحرش خفي تخشى البوح عنه ، و تلوذ بصمت خانق وسط حشود ركاب ، و التنقل بأمان في وسائل النقل العامة ، يكاد يكون هما يورقها إلى حد التوتر ، و بعثرة طاقتها قبل الوصول إلى عملها أو مكان دراستها .‏

«خليلي مسافة» عبارة مرفقة بصورة تنبه إلى آداب الجلوس في وسائل النقل العامة ، و إلتزام المسافة المخصصة دون التعدي على حرية الآخرين و احترام وجود النساء ، كانت تلك حملة تم إطلاقها في بعض سرافيس ريف دمشق ، لمحاربة التحرش في السرافيس ، عبارة على بساطتها كانت مبعثا للراحة النقسية لدى الكثيرات ، و أشبه برقيب خفي يدعو إلى رقابة ذاتية صارمة تحول دون انتهاك حرية المرأة و المساس بأمانها .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية