وقنوات اليوتيوب وغيرها،, والتي اثارها الفنان الإيطالي الأصل «موريزيو كاتيلان» حين عرض «موزة طبيعية» في معرض «آرت بازل» في ميامي بولاية فلوريدا, مالبثت أن بيعت بقيمة 120.000دولار.
ففي زمن التفاهات الهائلة، هناك مؤسسات عالمية كبرى، تبحث عن انجاز وهمي وافتراضي، ليس له أي قيمة فنية، ولا يخطر على بال، لتحريك المياه الراكدة، في مستنقع نفايات المجتمعات الاستهلاكية، وتحقيق الأرباح الطائلة، من وراء هذه الضجة الإعلامية المفتعلة، ولم تكن (الموزة الملصقة)، الا الوجه الأحدث، لهذا الهراء اللاشيئي، والذي وضع اسسه «مارسيل دوشامب» ابان الحرب العالمية الأولى، حين وقع اسمه على «مبولة» وعرضها، احتجاجا على ويلات الحرب، ثم مالبث أن صرح، أن هناك جهات، طلبت منه عدة اعمال مشابهة وموقعة، مسبقة الدفع (بعشرات الالوف من الدولارات).
ويذكر ان القيمة تعتبر هنا بالفكرة وليس بوسيلة العمل، فهذا العمل يمكن أن يدرج في إطار فنون التجهيز، والتي تعتبر امتداداً للفنون الدادائية، ولقد وجدنا كثيرين يحاولون عرض أشياء أخرى بطريقة مماثلة، إلا أن القيمة تبقى لصاحب الفكرة الأولى، أما النسخ الأخرى فهي مجرد تقليد، والنسخة الأولى التي حققت هذا السجال والجدال في العالم أجمع، قد تصبح ماركة تجارية مسجلة ( شعارها صورة الموزة الملصقة), وهنا يكمن الهدف النهائي من تمويل هكذا أعمال، وقد تكون الأمور مرتبة منذ البداية، بإتفاق مسبق مع كل الأطراف لتحقيق هذا الهدف التجاري العالمي.. و لا شك في أن شهرة «موريزيو كاتيلان» في مجال إطلاق الأعمال المثيرة للجدل، كانت وراء الضجة العالمية الواسعة النطاق، فقد سبق وعرض, أعمال غريبة, أشهرها «المرحاض الذهبي» حققت له شهرة واسعة، ومهدت الطريق لهذه الانطلاقة العالمية المغايرة.
facebook.com adib.makhzoum