وتخللت الاحتجاجات وسط العاصمة بيروت أمس اشتباكات عنيفة بين القوى الأمنية اللبنانية المكلفة حماية محيط مجلس النواب ومداخله وعدد من المتظاهرين أمام مداخل ساحة النجمة الذين حاولوا اقتحامها.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن المحتجين حاولوا الدخول إلى ساحة النجمة للاعتصام أمام مجلس النواب بعد أن انتزعوا الحواجز الحديدية لكن القوى الأمنية أعادوها إلى مكانها وحصل توتر تخلله إطلاق قنابل مسيلة للدموع فيما عمد المتظاهرون إلى رشق العناصر الأمنية بكل ما توفر أمامهم من الحجارة والأعمدة الحديدية.
وأشارت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني في بيان إلى أن عناصر مكافحة الشغب تعرضوا لاعتداءات ورمي حجارة ومفرقعات نارية من قبل بعض الأشخاص، وطالبت بوقف هذه الاعتداءات وإلا ستضطر قوى الأمن لاتخاذ إجراءات إضافية أكثر حزماً.
بدورها أوضحت المديرية العامة للدفاع المدني أن عناصرها نقلوا مصابين إلى المستشفى.
كما جرت صدامات بين القوى الأمنية ومتظاهرين على جسر الرينغ الواصل إلى طريق الحمرا وقام عناصر الدفاع المدني بنقل عنصرين من قوة مكافحة الشغب إلى المستشفى للمعالجة بعد إصابتهما برشق الحجارة في المواجهات وتم توقيف عدد من المتظاهرين بعد الاعتداء على القوى الأمنية التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم.
وتشهد مناطق عديدة في لبنان اعتصامات وإغلاقاً للطرق منذ الـ17 من تشرين الأول الماضي احتجاجاً على الوضع المعيشي والمطالبة بتشكيل حكومة فاعلة ومحاسبة الفاسدين.
في الأثناء دعا عضو المكتب السياسي لحركة أمل اللبنانية النائب هاني قبيسي إلى الإسراع في تشكيل حكومة إنقاذ وطنية في لبنان، مشدداً على أن الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية لن تقبل بحكومة تمس المقاومة بناء على الإملاءات والضغوطات الأميركية والخارجية.
وقال قبيسي في كلمة له أمس: نريد حكومة ترفض الإملاءات الاميركية وتعمل لمصلحة لبنان الوطنية وتكون بعيدة من كل الاصطفافات التي تريد إرباك لبنان ومقاومته لمصلحة أهداف العدو الإسرائيلي ومطامعه.
بدوره قال نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: إن المطلوب حكومة إصلاحية إنقاذية فيها أوسع تمثيل ممكن وتعمل لخدمة حقوق المواطنين وتحميها بجملة من التشريعات الفورية والاستراتيجية.
وفي سياق آخر استعرض سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم مع وفد مشترك من قيادتي الحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان الأوضاع في سورية ولبنان والمنطقة.
وأكد المجتمعون في بيان أمس الأول دعم سورية في مواجهة الاعتداءات التركية والأميركية على سيادتها وحقها في تحرير كامل أراضيها المحتلة بكل الوسائل المتاحة.
وفي الشأن اللبناني شدد المجتمعون على ضرورة تشكيل حكومة وطنية وفق الآليات الدستورية المعتمدة تلبي طموحات اللبنانيين وتؤمن بنهج المقاومة وبتعزيز العلاقات اللبنانية السورية لما فيه خير البلدين.