في الحروب الوطنية والتي يهدد الوطن خطر الاحتلال، أو خطر التقسيم، جرت العادة أن يستمد الجنود قوتهم من الأهالي، إلا في حربنا نحن، فقد انقلبت الآية، وها نحن الأهالي نستمد قوتنا وتفاؤلنا، من ثبات بواسلنا وصمودهم، تتكرر قصص البطولة النادرة، من بقعة إلى أخرى من بلدنا الحبيب، وفي كل قصة وجوه أحبتنا تكتب الحياة والتمسك بالحق بطرق فريدة.
يمسك الجندي المصاب بساقه عصا بيده اليسرى تعكز عليها، ويدفع باليمنى عربة تعطلت، فلا يريد لها أن تقف وزملاؤه في الخندق يحتاجونها لإتمام مهمتهم، وهم مجموعة لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين، في مواجهة عشرات الإرهابيين المدججين بمختلف صنوف الأسلحة، لكن الإيمان الراسخ في قلوبهم وعقولهم، يجعلهم يرون النصر، فلا يتراجعون ولا يخافون. وهذا ما جعلهم في كل حصار تعرضوا له يقاومون حتى يدحروا عدوهم.
تصل مواكب الشهداء، ويتقدم العميد واللواء والعقيد، قائمة الشرف، فندرك أن القادة يتقدمون جنودهم في المعركة، فنتعلم درسا جديدا في البطولة والإيثار، وتزداد ثقتنا، بأن رجالا أشدّاء، يحمون حياتنا وبلادنا. ونعرف أن هناك الكثير الكثير من قصص البطولة النادرة التي سنسمعها ونرويها.