تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لا تطلق الألقاب المجتمعية جزافا ؟!

مجتمع
الثلاثاء19-5-2015
أنيسة أبو غليون

من الأمراض اللسانية التي يكثر ابتلاء الناس بها،إطلاقهم ألقاباً قبيحة على بعضهم البعض فلا يكادون يعرفون بعضهم إلا من خلالها في بعض الأحيان،تلك الألقاب وربما بعضها يتضمن الذم والتحقير...أما الألقاب التي تتضمن الاحترام والتقدير فإنه أمر حسن ومحمود،وحين نقرأ في كتب التاريخ نتعجب من كثرة الألقاب والأوصاف التي أطلقت هنا وهناك،ففي بلادنا العربية تعودنا على سماع ألقاب مجتمعية،وهناك العديد من الأشخاص لصقت بهم ألقاب أطلقت عليهم في الصغر ولازمتهم في الكبر،فنجد ألقاباً غريبة ونقف عند معانيها علنا نفك شفراتها لنلمس المعنى الحقيقي من وراء إطلاقها..وربما من يطلق تلك الألقاب ليس الوالدين أنفسهم بل الأعمام والأخوال وربما الجيران في الحي أو الأصدقاء والزملاء في المدرسة.

ويؤكد علماء النفس والاجتماع أن الألقاب غير المستحسنة لا يجوز إطلاقها لأنها تسبب قلقاً وإحباطاً نفسياً لحاملها..‏

الشاب (ن.ص) طالب جامعي أفادنا بقوله:أنه عندما كان في المدرسة كان يطلق عليه لقب(أبو رأس)وتداوله الأصدقاء في المدرسة وكذلك في الحي الذي أقطنه واستمر معي هذا اللقب إلى الآن وأنا في الجامعة مبيناً أن بداية إطلاق هذا اللقب الغريب كان من باب الدعابة والضحك بين الزملاء إلا أنه لزمني فأصبح ينادوني به حتى في جوالاتهم مدون هذا اللقب،الأمر أن العديد منهم نسي اسمي ولا يعرفني إلا بهذا غير المستحسن.‏

أما الشاب(أ.ف)في المرحلة الثانوية يبين أن لقبه المتداول بين أصدقائه هو(أبو آذان) وذلك حسب قوله أنه نتيجة لكبر أذنيه أطلق عليه هذا اللقب مبيناً أن الشباب يطلقون فيما بينهم ألقاباً..البعض منها مقبول مثل(حمودي،والشجاع،والمخلص)وغير ذلك،ولكن هناك ألقاباً غير محببة وغير مستحسنة ولا يقبل أحداً أن يطلق عليه مثل (الغبي،والتيس،وو)والكثير من الألقاب التي تسبب حرجاً كبيراً لنا أمام الأهل والزملاء...‏

بينما هناك شبان أفادوا بقولهم:أن شباب الحي يطلقون ألقاباً كثيرة فيما بينهم،البعض منها ألفاظاً حميدة..والكثير منها ألقاباً وألفاظاً لا يحسن تداولها فيما بينهم،فتجد شخصاً يسمى(خروف) رغم أنه صغير في السن..وآخر يدعى(جرو) وشخص آخر يلقب(عنترة) لأنه شديد سمار البشرة وكذلك (الزفت،ووو)وغيرها العديد من الألقاب البذيئة..وأشاروا إلى أن هذه الألقاب لا يتقبلها الكثير من الأشخاص ولكنها تبقى معهم ملازمة لمراحل متقدمة من العمر.‏

إن اللقب مما يكرهه الشخص لا يجوز إطلاقه عليه..أما الألقاب الحميدة فهي التي يسمح أن ينادى بها..عموماً الألقاب فيها الكثير من غير المحبب وفيها بعض الألقاب الجميلة مثل(الحصان، السبع) والألقاب غير المحببة فقد حذر منها الله تعالى(ولا تنابزوا بالألقاب)‏

إن المتخصصين بهذا المجال يرون أن المشكلة التي يعانيها المجتمع العربي هي مشكلة عدم احترام النفس البشرية،والتي يدخل في نطاقها عدم احترام عقل وخصوصية وروح الإنسان ما يؤدي إلى النظرة السيئة لبعض حاملي الألقاب الاجتماعية التي لا تحمل أساساً أي معنى سيء في واقعها ومعناها،ولا يمكن الجزم بأن الناس ينظرون نظرة سيئة لحاملي بعض الألقاب فليس هناك دراسات كافية في هذا المجال،ولكن من خلال الممارسات الاجتماعية في الواقع نرى أن هذه النظرة موجودة، ومن الضروري تحديد هذه الألقاب وتفسير سبب إكسابها المعاني السيئة، ولماذا أطلقت على ذاك دون غيره،ومعالجة سبب إطلاقها..لذلك يحتاج المجتمع لعدة عوامل وهي القيم الاجتماعية والرحمة والتكريم وزيادة وعي الناس بحقوقهم وواجباتهم ما يؤدي لاحترام كل شخص للآخر،وهناك أصناف تتأثر بإطلاق الألقاب وهي:الصنف الزجاجي وهو الصنف الذي يتأثر بسهولة وينكسر صاحبه أمام أول مشكلة ويخجل من لقبه لقبحه..والصنف الثاني المطاطي والذي لا يتأثر بسهولة ويتصف صاحبه باللامبالاة ..والصنف الثالث المعدني الذي يتأثر ولكن بإيجابية فكلما تم طرقه من جهة ما يلمع من الجهة الأخرى ويزداد بريقاً،وهكذا هي الطبيعة البشرية تتأثر بدرجات،ولكن رغم ذلك ينتاب الإنسان الذي لا يشعر بالاحترام والتقدير القهر والتعب النفسي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية