تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أنظمة الخليج و دورها في تنفيذ الاستراتيجية الأميركية

متابعات سياسية
الثلاثاء19-5-2015
فؤاد الوادي

تكفلت أنظمة الخليج الحليفة والتابعة بمجملها للولايات المتحدة بتسهيل وتنفيذ الاستراتيجية الأميركية بوجهها الجديد الذي يرتكز على تحريض وتفعيل عملية الهضم الذاتي والتآكل الداخلي للدول التي تستهدف تدميرها،

وتهيئ لذلك الاستهداف كامل الأسباب والأساسيات وعوامل النجاح التي تمكنها من الاستمرار بمهمتها على أفضل وأكمل وجه بعيدا عن التدخل المباشر منها الذي يحفظ لها ماء وجهها ويجنبها المزيد من الخسائر المادية والبشرية والاقتصادية والمعنوية بعد سلسلة من الإخفاقات والانتكاسات التي لحقت بها على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والبشرية والمعنوية والتي هوت بمصداقيتها التي تدعيها وموقعها ودورها الزائف كحاملة للواء الدفاع عن الحريات والديمقراطيات وحقوق الإنسان إلى حدود متدنية جدا لم يكن ليتوقعها أكثر المتشائمين فيها.‏

الأكثر من ذلك أن تلك الأنظمة العميلة للولايات المتحدة بالمطلق لم تكتفِ بالمحافظة على دورها التاريخي المتمثل بتسهيل تغلل وتنفيذ الاستراتيجية الصهيو أميركية في المنطقة عبر بناء علاقات متينةوقوية مع أميركا وإسرائيل تحفظ للطرفين (أنظمة الخليج من جهة وأميركا وإسرائيل والغرب الاستعماري من جهة أخرى) المكاسب التي يطمح كل طرف بالحصول والحفاظ عليها مع ملاحظة الاختلاف في العقلية والتخطيط والإستراتيجية والحنكة التي يفقدها الطرف الأول بمجملها الذي ينحصر تفكيره في كيفية المحافظة على امتيازاته وثرواته وعروشه التي سيطرت على عقله وفعله ودوره الوطني والقومي حتى لو كان ثمن ذلك التحالف مع الشيطان وقتل كل من يفكر بالاقتراب من امتيازاته ومكاسبه حتى لو كان ثمن ذلك إلغاء شعب بأكمله من الوجود الإنساني كالشعب الخليجي، فيما يملك الطرف الثاني الكثير من الحنكة والمراوغة التي تمكنه من التلاعب والسيطرة على تلك الأنظمة، بل تقدمت تلك الأنظمة في ذلك أشواطا بعيدة تجاوزت بحدودها الأدوار المكلفة و المنوطة بها وصلت إلى حدود التكفل بدفع ثمن وتكاليف تلك الاستراتيجية المدمرة للمنطقة وتمويلها كاملة، وصولاً إلى المشاركة في القتل والتدمير ليتجاوز الأمر ذلك إلى حدود التفرد بالتنفيذ المباشر على الأرض لجهة القتل والتدمير والتهجير كما يحصل الان في سورية واليمن جاهلة أو متجاهلة تلك الأنظمة أن تلك الاستراتيجية الأميركية التي باتت معلنة للجميع وعلى لسان أكثر من مسؤول أميركي لا تستهدف دولة بعينها في هذه المنطقة،بل هي تستهدف المنطقة برمتها كخطوة أولى تمكنها من استهداف كل الدول التي تشكل حجر عثرة في طريق تقدمها وسيطرتها على الدول والشعوب، وهذا يعني أن المحطات التالية لتلك الاستراتيجية التي أضحت عقيدة ثابتة لواشنطن لابد أن تكون تلك الدول الغبية التي قدمت لأميركا وإسرائيل فرصتها الذهبية التي تبحث عنها منذ عقود لاحتلال المنطقة والسيطرة عليها بأقل الخسائر والأثمان.‏‏

ولعل مواقف الرئيس أوباما الأخيرة التي سببت صدمة لتلك الدول تندرج في سياق التمهيد لحط الرحال الصهيو أميركي الذي لم يغادرها أصلا في تلك الدول ، ولكن هذه المرة بشكل مختلف وطابع جديد ووجه غير ذاك الذي عرفته وألفته تلك الدول، حيث يكون الوحش الأميركي قد انتهى من هضم الفرائس المحيطة بتلك الدول التي سهلت له عملية الانقضاض ولم يبقى أمامه إلا تلك الأنظمة التي ينظر إليها منذ زمن بعيد على أنها الفريسة الأضخم والأدسم والأغبى التي استسلمت له قبل أن يهاجمها وسلمت له رقبتها وجسدها ينهش منه متى يشاء وكيفما يريد.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية