حيث وصف كيري المحادثات ب «المهمة والخطيرة »مضيفاً أن الجانبين لا يسعيان لتحقيق « تقدم كبير » في أي منطقة معينة ،وتناول كيري مجموعة من المواضيع الهامة خلال لقائه بالرئيس الروسي ووزير خارجيته حيث ناقش المسؤولون مواضيع عدة مثل داعش و العقوبات و حالة وقف إطلاق النار الروسية/ الأوكرانية . ووفقاً لكيري من المهم بالنسبة لروسيا و الولايات المتحدة الأميركية الإبقاء على اتصالات مفتوحة حتى في الوقت الذي لا تزال فيه العلاقات بين البلدين متوترة .
و للإضاءة على زيارة وزير الخارجية الأميركية لروسيا التقت البرافدا ب يوري سولزبوف و هو خبير في العلوم السياسية و مدير المشاريع الدولية في معهد الاستراتيجية الوطنية لروسيا و لمعرفة وجهات نظره بخصوص الاجتماع كان لابد للخبير من العودة قليلاً إلى الوراء مستحضراً العرض العسكري الضخم للجيش الروسي في 9 أيار حيث وصفه بأنه كان على درجة عالية جداً من الأهمية لجهة توحد المجتمع الروسي و التفافه حول الرئيس فلاديمير بوتين بصفته زعيماً وطنياً ،وقال الخبير للبرافدا أن الجيش الروسي استعرض وأثبت قوته أيضاً و هذا يعني أن روسيا في جهوزية تامة و مستعدة لأي تطور في السيناريو قائلاً: « إذا أراد الغرب الحرب ، فإن لدى روسيا جميع الموارد اللازمة لذلك ،لكن البلاد لا تريد القتال و إذا أراد الغرب السلام فإن روسيا ومنذ أمد بعيد فتحت ذراعيها للسلام ،غير أن الطريق إلى السلام تكمن خارج الدول الأربعة كييف- برلين- باريس – وموسكو»قال يوري سولزوبوف.
وزير الخارجية الأميركية جون كيري قال بأنه يمكن رفع العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأميركية و الاتحاد الأوروبي على روسيا بعد تنفيذ اتفاقية مينسك بالكامل ، زيارة وزير الخارجية الأميركية حول تغيير «شكل النورمان» من أربعة إلى خمسة أعضاء ،قال الخبير الروسي وأكد إلى أن أكبر سفارة أميركية في العالم كانت تلك الموجودة في أوكرانيا ، ووفقاً له فإنه ليس سراً بأن جهاز الأمن الأوكراني هو فرع من فروع وكالة المخابرات الأميركية –CIA – حيث العديد من المستشارين الأميركيين كانوا يقودون فعلياً النظام السياسي في كييف وقال سولزبوف «هناك وضع غريب لدينا ،نحن وافقنا على وقف إطلاق النار غير أنه وبعد ذلك بدأ بعض الناس من الجانب الأوكراني بخرقه وذلك بسبب أمر مفاجئ من الخارج ،من غير مشاركة الولايات المتحدة فإن مثل هذه الهدنة تكاد تكون مستحيلة» .
و أشار الخبير أيضاً إلى الحل السياسي لمسألة العقوبات قائلاً «لقد أظهر العرض العسكري التحالف الاستراتيحي المستقبلي المحتمل بين الجماعة الاقتصادية الأوروبية - الآسيوية - أوراسيان – وجمهورية الصين الشعبية ،حتى أن مثلث موسكو- بكين –دلهي يمتلك مخصصات عسكرية مميزة ،على سبيل المثال في مجال نظام الدفاع الجوي و الصاروخي المشترك ،والولايات المتحدة الأميركية قلقة بشكل رهيب من هذا كله ،الأميركيون يدركون جيداً بأنهم يخسرون قارة أوراسيا، وهو تغيير جذري في ميزان القوى على الساحة السياسية العالمية التي دفعت بوزير الخارجية الأميركية كيري للوصول على أهبة السرعة إلى سوتشي للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين » .