ضمن فعاليات منتدى الكنوز السوري الذي تقيمه المديرية العامة للآثار والمتاحف دائرة آثار ريف دمشق في القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق، و في كل مرة يسلط الضوء على موقع أثري هام و سيرته التاريخية و قد ألقى الأستاذ نظير عوض محاضرة بعنوان: الروضة مدينة من الألف الثالث ق.م على تخوم البادية السوريةو بدأها بالتعريف بالموقع الذي يقع وسط سورية على السفوح الشمالية للجبال التدمرية، والذي تم الكشف عنه من خلال المسح الأثري في البادية عام 1996، حيث ابتدأت أعمال التنقيب فيه عام 2002 من قبل بعثة مشتركة سورية فرنسية وأسفرت هذه التنقيبات عن اكتشاف مدينة إكليلية الشكل تعود لعصر البرونز القديم الرابع (2450-2100 ق.م)، يحيط بها سور مزدوج تتخلله عدة بوابات ويتقدمه خندق، وطرق شعاعية الشكل تتجه من المركز نحو السور، وظهرت أيضاً ثلاثة تجمعات دينية أهمها المعبد المكتشف في الجهة الشمالية الغربية من المدينة، وعدد كبير من اللقى الأثرية من أوان فخارية وأدوات زراعية وأختام اسطوانية.
وأشار إلى أن مؤسسي هذه المدينة كشفوا عن وعي كبير وخبرة في تخطيط المدن في المكان الاستراتيجي واستفادت من الفيضانات الموجودة في المنطقة ومن قيعان الوديان وبالتالي ازدهرت 300 عام وكانت تعتمد على الزراعة والرعي والصيد.
وسلط عوض الضوء على تخطيط المدينة واهميتها الاستراتيجية متسائلا عن تبعيتها لكيان سياسي أكبر أم كانت كيانا بذاتها لها مقوماتها السياسية والاستراتيجية إضافة إلى ضواحي الروضة التي كانت قرى صغيرة تقدم خدمات متبادلة.
ولفت إلى أن أهم ما في المدينة هو مجمع المعابد وهو مجمع ديني فيه أكثر من معبد ويعد من أهم المعابد وأكملها في نفس الفترة يتألف من معبدين صغيرين وباحة مسورة وقسم الخدمات الذي كشف فيه عن نصب حجري يخصص للشعائر..
كما استعرض المُحاضِر خطوات ونتائج الأبحاث والمسوحات التي أدت إلى وضع تصور لشكل المدينة وبيئة الموقع القديمة والنشاطات الاقتصادية لسكان المدينة من زراعة وصيد واستثمار المياه. ولفت المُحاضِر النظر الى أن الذين قاموا بتأسيس المدينة هم أناس يملكون تقنيات مبتكرة ووعي في تخطيط المدن واستثمار البيئة، وإلى أن المدينة قد هجرت بعد فترة استيطان قصيرة نسبياً، دون أذية أو دمار، الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول أسباب نشوء الموقع و وظيفته وأسباب هجرانه وهو الأمر الذي ستعالجه الدراسات المستقبلية.
رافق المحاضرة معرض صور ضوئية للمباني الأثرية في ريف دمشق، ومعرض لكتب التراث.