إيجابا على عودتهم إلى قراهم وطي صفحات من الألم والخوف جراء التهديدات والاعتداءات المتواصلة من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية والتي أدت إلى تهجير الآلاف منهم من منازلهم ومناطقهم باتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي.
مدير الشؤون الاجتماعية والعمل عصام الحسين أكد في تصريح لمراسل سانا أن أعداد المواطنين المهجرين من ريف المحافظة الشمالي نتيجة العدوان التركي ومرتزقته تشهد تراجعا مستمرا نتيجة عودة الأهالي إلى المناطق التي انتشرت فيها وحدات الجيش العربي السوري في أرياف المحافظة وإعادة الأمن والأمان إليها.
وبين الحسين أن نزوح الأهالي من مناطقهم بلغت ذروته خلال الأيام الأولى للعدوان التركي واعتداءات مرتزقته الإرهابيين مطلع تشرين الأول الماضي والتي شملت مدن وأرياف المحافظة الشمالية حيث بلغ عدد المهجرين آنذاك 196 ألفا من الأهالي تمت استضافتهم لدى المجتمع الأهلي ومراكز الإيواء المؤقتة ولكن ومع بدء انتشار الجيش العربي السوري في أرجاء المحافظة بدأ العدد بالتراجع وعاد الآلاف منهم إلى مناطقهم تدريجيا لتتراجع أعداد المهجرين إلى 41 ألفا أغلبيتهم من أهالي مدينة رأس العين ومحيطها حيث تنتشر قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجاميع الإرهابية.
وفي كل قرية كان يدخلها الجيش العربي السوري على طول الحدود الشمالية من المحافظة الممتدة من ريف مدينة المالكية في أقصى الشمال الشرقي للمحافظة وصولا إلى أرياف عامودا والدرباسية ورأس العين وناحية تل تمر في الريف الشمالي الغربي كان الأهالي يستقبلونه بالزغاريد والأرز لإيمانهم المطلق بأنه القادر على تحقيق الأمن ومنع العدوان والاعتداء عليهم من قبل قوات الاحتلال التركي ومرتزقته من المجموعات الإرهابية.
كاميرا سانا رصدت خلال مرافقتها وحدات الجيش العربي السوري وأثناء انتشارها بريف المحافظة مظاهر عودة الحياة الطبيعية إلى جميع المناطق التي انتشر فيها الجيش حيث عاد الأهالي لممارسة أعمالهم الاعتيادية في الزراعة وتربية الماشية والأمور الحياتية اليومية.
أهالي ريف بلدة أبو راسين التي تعد من المناطق الزراعية المميزة في المحافظة والتي تشتهر بزراعة القمح والشعير والخضار والقطن باشروا بزراعة أراضيهم بالمحصولين الاستراتيجيين محصنين بخيمة الأمن والأمان التي نشرها الجيش العربي السوري في المنطقة خلال الشهر الماضي وأرسى حالة الأمان فيها بعد أن هجرهم الإرهاب منها.
أبو أحمد من أهالي البلدة يشرح معاناة تهجيره واضطراره إلى ترك أرضه ومنزله في ريف أبو راسين نتيجة استهداف قوات الاحتلال التركي ومرتزقته الإرهابيين المنطقة بقذائف المدفعية والهاون ولجوئه مع عائلته إلى أحد أقربائه في ريف القامشلي لحين انتشار الجيش العربي السوري في البلدة ومحيطها فعاد وهو حاليا يقوم بزراعة أرضه بمحصول الشعير.
فاطمة من قرية الكوزلية بريف تل تمر والتي هجرت مع أهلها جراء الاعتداءات الوحشية للمجموعات الإرهابية التابعة للنظام التركي على المنطقة قالت: فرحتنا بالعودة لديارنا وأرضنا كبيرة بفضل أبطال الجيش، مشيرة إلى أن سرقة ممتلكاتها من قبل المجموعات الإرهابية لم تثنها وأهلها عن معاودة حياتهم الطبيعية وممارسة أعمال الزراعة وتربية الماشية.
أما الشاب سعود من أهالي قرية الدشيشة بريف ناحية تل تمر فيرى أن المنطقة الغربية من ريف المحافظة عانت خلال السنوات الماضية من هجمات الفصائل الإرهابية المختلفة واليوم ومع انتشار الجيش العربي السوري تكتب صفحة جديدة من حالة الأمن والأمان ليعاود الأهالي نشاطاتهم الزراعية المختلفة ويسهموا بتوفير حاجة المحافظة من مختلف المواد الغذائية.
وبدأت وحدات الجيش العربي السوري منذ الثالث عشر من تشرين الأول الماضي انتشارها في منطقة الجزيرة السورية وبسطت سيطرتها على عدد كبير من القرى والبلدات في ريفي الرقة الشمالي وحلب واستكملت في الرابع عشر من الشهر الماضي انتشارها على الحدود مع تركيا بدءا من ريف رأس العين الشمالي الشرقي وصولا إلى بلدة عين ديوار بريف المالكية بطول أكثر من 200 كم.