فمنذ شهر كانون الثاني عام 2015 كانت محافظة دمشق أصدرت قراراً بنقل جميع ورشات السيارات من منطقة زقاق الجن في حي البرامكة إلى منطقة حوش بلاس الصناعية، إلا أن الوعود بإفراغ زقاق الجن نهائياً من هذه الورشات ذهبت أدراج الرياح، ومن يمر اليوم من تلك المنطقة يجد صعوبة في عبور الشوارع الخارجة منها والمؤدية إليها بسبب أرتال السيارات التي استندت إلى كتف الأرصفة المشغولة تنتظر إصلاحها تاركة الخطر يحدق بالمشاة الذين يضطرون للسير في مسارات مرور السيارات لتعثر استخدام الرصيف المنشغل وفوق كل ذلك لايمكن إغفال ماتسببه بقع الزيوت والشحوم من أضرار بالطريق والممتلكات المجاورة لتلك الورش والإزعاجات الكبيرة للسكان والقاطنين.
الحالة الأمنية كانت الذريعة لأصحاب تلك الورش باستمرارهم في العمل في هذه المنطقة، ولكن حتى بعد عودة الأمان إلى جميع مناطق العاصمة وريفها، لم تستطع محافظة دمشق معالجة هذه المشكلة حتى اللحظة بشكل جذري فيما تعرض بين الفينة والأخرى لعدد ضبوط يرتفع باستمرار بحق المخالفين وملاحقتهم في منطقة يزداد فيها ضغط الازدحام بشكل كبير تسهم فيه عوامل أخرى ليس أقلها وجود شركة شحن نقل بري تسد منافذ المنطقة بشاحناتها الضخمة وطرودها الكثيرة.
وحسب مصادر المحافظة فإن الأماكن التي تم تخصيصها لورشات تصليح السيارات مخدمة بشكل كامل، وتم تقديم جميع التسهيلات والأجور فيها تكاد تكون رمزية، فلَم يحجم العديد من أصحاب تلك الورش عن الانتقال بشكل نهائي إلى تلك المنطقة ؟ ولمَ لاتقوم المحافظة بدراسة كل الظروف والعوامل التي تدفعهم للبقاء ومحاولة ايجاد حلول حقيقية وجذرية لهذه المشكلة بما يضمن مصلحة الطرفين والابتعاد عن حلول جزئية لاتكاد تغني عن حل يفرغ مركز المدينة من الفعاليات الصناعية التي تؤثر على زيادة حالة الازدحام في مدينة غصت بساكنيها، إضافة للتشويه البصري وانعدام النظافة نتيجة تواجد مثل تلك الفعاليات في أكثر المناطق ازدحاماً وحيوية في العاصمة دمشق.