لم تلبس بعد قمصاناً من قماش إسفلتي أسود مع قدوم فصل الشتاء الذي يقسو على كل شيء ويمارس سطوته على طلاب مدارسنا في رحلتهم اليومية الصباحية والمسائية للمدرسة والعودة للبيوت.
طرق تخاصمت مع وسائل النقل وعلى (حمالاتكم) يقع وزر نقلكم وعليكم بالصبر الجميل.. حمولات زائدة على وعن أوزان الطلاب... مواصلات مزدحمة خاصة وعامة لنقلهم في المدن... وكبر في حجم المنهاج الذي يقبع كل يوم نصفه في البيت والنصف الآخر في حقائب التلاميذ... حتى يخال للمرء أن الصفوف الإعدادية أصبحت صفوف تعليم عال في المحتوى والشكل... أو في خضم بحث علمي يستقطب كل المراجع والكتب الممكنة.
كبر حجم المنهاج الدراسي جعل التلاميذ يتذمرون داخل الصف.. ويشتكون لكل أستاذ يدخل عليهم ومنهم كما يقول لي أحد الطلاب أستاذ في اللغة العربية صمد في المؤسسة التعليمية مدة أربعين سنة وما بدل تبديلا.
اشتكى الطلاب صارخين يائسين.. فنددوا بالمقررات الدراسية الزائدة في الكم والنوع التي تتفوق على طول وهم الوصول إلى المدرسة والقفول للبيوت بالحمولة الزائدة والمواصلات المقطوعة في القرى والمزدحمة في المدن.
قالوا بصوت مرتفع.. نحن في زمن العولمة.. نحن في زمن الثورة الرقمية والتكنولوجية.. اتركونا من كم الكتب الورقية الهائل وأريحونا من جنس الرواية وقراءة النصوص المسترسلة.. لا نريد سوى قصص قصيرة جداً...