|
لمـــن تقــرع أجــراس الحــــب في أفــــلام الحــرب..؟ ثقافة
فالخيط الفاصل بين الحقيقة والوهم في أفلام الحرب يبدو كالبرق, يبزغ فجأة ويجرح الصورة في حكايات تكون أعصف من صواعق, ثمة حبيبان دائما على الشاشة ومتفرج يحبس أنفاسه مترقبا حضورهما. ويشعر بموسيقا تلفهما في لحظات ذروة الغرام أو التوتر أكثر من إحساسه بالفزع نحو أصوات المفرقعات وأزيز الرصاص أو صور الموتى والجرحى, السينما التقطت هذه الحكايات كأنها البرزخ بين الحياة والموت, وكلما تحررت من استعارات ومشهدية الملاحم الكبرى, واتجهت صوب النزوع الانساني بقيت ترفرف بثنائيات العشق في بال الجماهير التي تواطأت مع الخيال, وأحبته كما أحبت مثلا الثنائي الأقدم كليو باترا وانطونيو اللذين جسدهما تايلور وريتشارد بيرتون عام 1963م في الفيلم الذائع الصيت (كليو باترا) إخراج جوزيف مانكيفيتس, الملكة المصرية القديمة وحبيبها القائد الروماني في إطار ملحمي يغلف واقع المعارك والانتصارات والحب الذي حول التفاصيل إلى أسطورة وعنوان خيالي في التاريخ البشري. منذ نشأة السينما في القرن التاسع عشر قدمت أفلاما عن حروب وصراعات, تكللت بقصص الحب وانتقلت بنفس النسق الى القرن العشرين أكثر القرون زخما وإثارة, ومعارك بتاريخ البشرية, ثم إلى القرن الحادي والعشرين الذي بدأ بأعنف موجة من التبدلات القيمية والتغيرات السياسية والاقتصادية العاصفة على خلفية النقلة التكنولوجية المثيرة, فظهر ما يسمى ب(صراع الأنواع) إذ استطاعت ثورة الفضائيات التي صعدت بقوة في بداية الألفية الثالثة أن تستولي سريعا على ميراث الفيديو وتعيد تطلعات المنتج والفنان والمتلقي وفق أسلوب جديد. وحسب صلاح: سينما الحرب هي بشكل أو آخر ابنة المتغيرات العالمية بكل ثقلها, ولم تكن مجرد انجاز سينمائي تم بضربة حظ أو مصادفة عمياء, والسرديات الكبرى في أفلام عرضت الحروب سواء بأسلوب ملحمي يستعرض العمليات العسكرية بحرا وبرا وجوا, في مشهدية ضخمة للصراع بين الجيوش الكبرى, تمنح المحاربين صفات البطولة والشجاعة, أو بمنحى إنساني يدون تنويعات درامية عاطفية تاريخية تتعلق بأجواء الحرب والمعارك, هو المنحى غيرالمفتون بصورة المعركة وجمالياتها أو توثيقها بشكل مباشر, بل يدين الحرب ويتدرج من الاسطوري إلى العادي, مركزا على تفاصيل إنسانية ومعاناة بشرية عاشها أفراد في لحظات بؤس وخراب. أفلام الحرب في سورية يستعرض الكتاب حال السينما في الحرب على سورية وكيف تعاملت, وحسب صلاح شهدت المؤسسة العامة للسينما بسورية وهي الجهة التي تتولى الانتاج لسينما الداخل طفرة انتاجية وصلت إلى ما يقارب من ثلاثين فيلما روائيا طويلا خلال السنوات السبع, غير الافلام الوثائقية والرواية القصيرة التي ترسم معالم الحرب في سورية وتقتفي آثارها وهو رقم لم تحققه المؤسسة قبل الحرب في هذه المساحة الزمنية وهذه الزيادة في الانتاج مغايرة لما عانته في السابق من قلة الانتاج, فتنوعت الافلام حسب مخرجيها ومدارسهم الفنية التي ينتمون إليها وزوايا نظرتهم للواقع السوري. لم تبتعد صناعة الفيلم السوري عن واقع الحرب على سورية, حاول مخرجون عديدون ان يقرؤوا الموت والخراب والتناقضات من داخل اللهيب, كانت الكاميرا عينا تصوغ من الحدث اليومي موضوعا, فأنجزت أفلاما هي شهادة حية للواقع أو محاولة لفهمه, لم تكن الافلام كلها مأخوذة بالعنف والدم ولكنها اتكأت على السند الانساني, ومازال المشهد الانساني مفتوحا على حرب لما تنته بعد وحكايات وصور جديدة تضيف إلى السينما السورية بعدا آخر يتشكل. والكتاب يستعرض أفلام الحرب من مختلف دول العالم فيقدم رؤية بانورامية يحتاجها كل من يريد الاطلاع على ما وثقته السينما وقدمته عن ويلات Yomn.abbas@gmail.com ">الحروب. Yomn.abbas@gmail.com
|