و بحبوحة مادية تنسج حياة مترفة ، فلا تنهك أجسادهم ولايتسرب التعب إلى أرواحهم ، فلماذا تلوث أصابعهم بأعمال روتينية بينما هناك من يقوم بتلك المهام الخدمية ، أما الخمول و الكسل فله هواؤه من المستسلمين للراحة و كأنها قضاء وقدر ، فيكتفون بدور مراقب و مشاهد و حاسد ، أو لاعن و ناقم و حاقد على حظ لم يفصل على مقاس رغباتهم في وجبات تأتي على طبق من فضة دون جهد أو عناء .
و لأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فاستشراء وباء الكسل وتفشي الاتكالية والتراخي ، هو بوابة رزق لمن ضاقت به الحال وتقطعت به سبل العيش ، و كلما زاد عدد المدللين والمدللات اتسعت ابواب الرزق وزادت مصادر الدخل في زمن تفشي البطالة.
بين ضيق وقت و تسارع إيقاعات الحياة، يلقي المتكاسلون اللوم وينسجون الذرائع والحجج ، لتتسع رقعة سوق التنابل إلى حيث المدللات ممن يهوين المقشر والمقطع و المحفور و المفروم من الخضار ، رغم انهن لسن من الارستقراطيات ولا ممتلئات الجيوب ، و لكن الكسل و التراخي تسلل إلى الأكف و تسربت الغيرة إلى نفوسهن.