فبعد الظهور غير العادي لبوريس جونسون مع رجل يرتدي زي بابا نويل أثناء حملته الانتخابية في ستوكبورت ومانشستر الكبرى، في نهاية هذا الاسبوع أطلق تحالف لسياسيين معارضين يضم أحزابا مختلفة من الطيف البريطاني نداء للناخبين المعارضيين لحزب المحافظين للنظر في تغيير الولاء في الانتخابات العامة التي ستجرى يوم الخميس القادم، وسط إشارات تدل على أن الزيادة المتأخرة في التصويت التكتيكي في عدد قليل من المقاعد المتأرجحة قد تحرم جونسون من الأغلبية في البرلمان.
وتأتي دعوات كل من كبار حزب العمل والحزب الليبرالي الديمقراطي وحزب الشخصية الوطنية العليا وكلهم يريدون اقالة جونسون التائه في سياسته الداخلية والمتخبط في السياسة الخارجية.. ففي استطلاع كبير يشير إلى أن الأغلبية المحتملة لجونسون قد انخفضت إلى النصف في الأسبوعين الأخيرين - من 82 بالمئة منذ أسبوعين إلى 40 بالمئة مع بدء العد التنازلي للانتخابات البريطانية. وإن تحليل وجود غالبية من الشعب البر يطاني يفضلون ويؤيدون بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي قد تمنع جونسون من تشكيل حكومة أغلبية. ومن دون أغلبية، لان يكون جونسون قادرا على تحقيق الوعد الرئيسي لحملة حزب المحافظين - لإنهاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي - حيث سيكافح من أجل الحصول على ما يكفي من أصوات أعضاء البرلمان. إن الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي وافق على دعم حزب المحافظين بعد الانتخابات العامة لعام 2017 ، يعارض بشدة الآن صفقة جونسون بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, ويخلص تحليل الاقتراع الخاص إلى أنه إذا أبقى التصويت التكتيكي لحزب المحافظين في المقاعد الثلاثة عشر، فسيحصل المحافظون على 309 نائبا، وحزب العمال 255، و SNP 49 ، و Lib Dems 14 ، و Plaid Cymru ثلاثة، والخضر واحد. لضمان الأغلبية، ويحتاج الحزب الحاكم إلى 325 نائبا للبقاء في السلطة.
نعومي سميث أفضل رئيسة تنفيذية في بريطانيا وصفت هذه الانتخابات بالسيئة، وقالت إن الناخبين الباقين الذين يمسكون بأنوفهم وسيصوتون لجونسون وهم يحاولون اعطاء فرصة لحزب المحافظين، فإننا نحن البريطانيين سنقوم بشنق البرلمان والغائه. أما فينس كيبل، الزعيم السابق لـ Lib Dem، فإنه يرى قضية التصويت التكتيكي في بعض المناطق فرصة لإقناع ناخبي حزب العمال بدعم مرشحي الحزب الديمقراطي الليبرالي في دوائر انتخابية مثل لويس وشيلتنهام, علما أن هناك عددًا كبيرًا من الناخبين الليبراليين الديمقراطيين الذين يستعدون لدعم حزب العمل في مقاعد مثل كانتربري وسيدجفيلد. وهو يرى ان ذلك قد يكون ضروريا لايقاف خروج بريطانيا على أيدي المحافظين. أما الزعيمة الحالية للديمقراطيين جو سوينسون فقد قالت ينبغي للديمقراطيين أن يتراجعوا في دعم جونسون، وقالت: أنا أفهم أن التصويت التكتيكي جزء من نظامنا، لأنه نظام تصويت سخيف ومضحك. بيتر كايل المرشح الحالي لحزب العمل في هوف والمدافع الرئيسي عن استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وصف هذه الانتخابات بأنها لا مثيل لها، وقال نحن إما نقوم بالأشياء بطريقة مختلفة أو ندفع الثمن. لكي ننقذ أمتنا، يجب أن نكون أكثر ذكاءً. هذا يعني تشجيع مؤيدي حزب العمال على الفوز بمقاعد أكثر ليس لدينا سوى هذه الفرصة - ولكن يمكن للمرشح غير المحافظ الفوز, وكل ما يتطلبه الأمر هو حرمان بوريس جونسون من الأغلبية التي يشتهيها لإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومواصلة رئاسته المتهورة.
ويقول هليم أن نيكولا ستورجيون زعيم الحزب الوطني التقدمي إنه يمكن للناخبين إيقاف حكومة جونسون إذا اختاروا التصويت تكتيكياً. في اسكتلندا ، لان الحزب الوطني الاسكتلندي هو منافس قوي في كل مقعد من المقاعد التي يشغلها حزب المحافظين ، لذا فمن خلال التصويت على الحزب الوطني الاسكتلندي ، تستطيع اسكتلندا لعب دورها في إبعاد جونسون عن داونينج ستريت في المملكة المتحدة وحان الوقت لوضع المصلحة الوطنية فوق مصلحة الأحزاب القبلية حتى تتمكن مجتمعة من تقديم برلمان تقدمي يركز على حماية الخدمات الصحية وإنهاء التقشف والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة للنساء والمتقاعدين ولأسكتلندا و تأمين القدرة على اختيار المستقبل . ويتابع هليم قائلا: إن مجموعة الاستطلاعات المنتظمة التي أجريت أظهرت وبوضوح ملحوظ التراجع الكبير في شعبية حزب المحافظين. فجيريمي كوربين وصف هذه الانتخابات بأنها معركة من أجل البقاء أي بقاء المملكة المتحدة على قيد الحياة.