حيث يبدو التسخين والتصعيد الأميركي المباشر وغير المباشر حاضراً على الأرض وبكل الأشكال والمستويات والعناوين.
البيان الأميركي يؤكد مجدداً أن الولايات المتحدة الأميركية ليست في صدد إجراء أي تعديل أو أي تغيير على سياساتها الحالية، بالرغم من الإخفاقات والهزائم المتتالية والمتدحرجة في الميدانين السياسي والعسكري، وهذا بحد ذاته يؤكد أن مخطط استهداف سورية خصوصاً والمنطقة عموماً لايزال قائماً وحياً في العقل الإستراتيجي الأميركي الذي يرفض حتى اللحظة الاعتراف بالواقع المرتسم على الأرض بمعادلاته وركائزه التي غيرت من وجه المشهد الإقليمي والدولي بعد أن رسمت قواعد اشتباك جديدة كانت السبب الرئيس وراء انهيار منظومة الإرهاب برمتها.
في واقع الحال يبدو فائض الحماقة والوقاحة هو الذي لايزال يسيطر على السلوك الأميركي الذي يتجاهل كل الحقائق الثابتة والمتجذرة بعيداً في عمق المشهد، والتي أضحت جزءاً لا يتجزأ من العناوين الرئيسة للواقع بشكل عام، وهذا ما يدعونا للقول إن الأيام القليلة القادمة سوف تكون حافلة بمحاولات التدخل والتصعيد الأميركي على مختلف الجبهات، مع فرضية استدعاء وحضور الطرف الإسرائيلي كعامل مساعد للشريك الأميركي من أجل إحداث تحول في الواقع المرتسم، تُمكن منظومة الإرهاب عموماً، والولايات المتحدة وأدواتها على وجه الخصوص من قلب الطاولة والتحكم بزمام الأمور، وهذا ما بات مستحيلاً باعتراف أطراف الإرهاب أنفسهم، بعد أن امتلكت دمشق وحلفاؤها مفاتيح السيطرة بشكل كامل في الميدان إلى درجة استحالة العودة إلى الوراء خطوة واحدة.
ردُ الجمهورية العربية السورية على البيان الأميركي كان واضحاً وقاطعاً في هذا المجال، حيث أكدت دمشق أن أي آراء من الولايات المتحدة أو غيرها لا قيمة لها ولا ولن تؤثر على عمل اللجنة وطبيعة حواراتها وشكله ومضمونه، وهذا وفي هذا رسالة حاسمة لأطراف الإرهاب بعدم جدوى تدخلاتهم لأنها أضحت مجرد عبث إضافي وتضييع للوقت.