وبين الديمقراطيين المصرين على تجاوزه الخطوط الحمر لمصالحه الشخصية، تثير الكثير من المواجهة العنيفة بين الطرفين.
وعلى وقع هذا الشد ومحاولة كسر العظم كل إلى أقصاه، تبدأ لجنة تابعة للكونغرس غداً تحديد التهم التي سيتم توجيهها لترامب في وقت تزداد احتمالات تحوّله إلى ثالث رئيس أميركي يتم عزله.
وهو ما استبقه محامي ترامب بات سيبولوني أول أمس بالتوضيح بأن البيت الأبيض لن يرسل أي ممثل عنه للمشاركة في الجلسات، على الأقل في الوقت الراهن.
سيبولوني وفي رسالة موجهة إلى الرئيس الديمقراطي للجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر قال: لا يمكن توقع مشاركتنا في جلسة استماع بينما لم تتم تسمية الشهود بعد، وبينما لا يزال من غير الواضح إن كانت اللجنة القضائية ستتيح للرئيس اجراءات عادلة من خلال السماح بجلسات استماع إضافية، لكنه لم يستبعد تماماً مشاركة البيت الأبيض في الجلسات، بل طلب مزيداً من التفاصيل من نادلر بشأن الكيفية التي ستتم الإجراءات من خلالها، مشيراً إلى أنه سيقدم جواباً نهائياً في هذا الصدد بحلول الجمعة المقبل.
وتجتمع لجنة نادلر غداً لتحديد إن كانت الأدلة التي تم جمعها في مرحلة التحقيق تتفق مع المعايير الدستورية للعزل وهي: الخيانة والرشوة أو غيرها من الجرائم الكبرى أو الجنح.
ويتوقع أن تنظر اللجنة في أربع تهم على الأقل قد تفضي إلى العزل بينها استغلال السلطة والرشوة وازدراء الكونغرس وعرقلة العدالة.
في حين قال الجمهوري البارز في اللجنة القضائية التي ستقود الهجوم المضاد لحزب الرئيس دوغ كولينز: هذا هدر تام للوقت الأميركي.
وبإمكان الإجراءات أن تسير بشكل سريع إذ تفيد تقارير أن الديمقراطيين يريدون بأن يتم تصويت مجلس النواب على العزل قبل نهاية العام.
بينما قال العضو الديمقراطي في اللجنة القضائية فال ديمنغز لشبكة «إيه بي سي» أول أمس: لن ندخل في لعبة معهم.. عليهم الاستجابة لطلب تسليم الوثائق والامتثال لمذكرات الاستدعاء القانونية.
أما الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي فنفى حصول أي اتفاق مقايضة مع ترامب بالقول في مقابلة نشرتها أمس مجلة دير شبيغل الألمانية وصحف تايم ولوموند وغازيتا فيبورسا: لم أتحدث على الإطلاق مع الرئيس الأميركي بهذه التعابير.. أعطيك هذا وتعطيني ذلك.
وإذا تم تمرير التهم التي تستدعي العزل، وهو أمر متوقع، فستتم محاكمة ترامب في كانون الثاني القادم أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله من منصبه.
لكن نظراً لهيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ والحاجة لغالبية بثلثي أعضاء المجلس لإدانة الرئيس، فيرجح أن يتم إسقاط التهم عن ترامب.
مع ذلك، يرى الديمقراطيون أن العملية مهمة لتعزيز سيادة القانون ومواجهة رئيس يرى كثيرون أنه لا يبدي احتراماً لسلطات الكونغرس.
ويرغب الديمقراطيون بالاستماع لمستشار البيت الأبيض السابق للأمن القومي جون بولتون وكبير موظفي البيت الأبيض بالوكالة ميك مولفاني ووزير الخارجية مايك بومبيو، ويفترض أن الثلاثة على اطلاع مباشر بخطوات ترامب حيال أوكرانيا، لكنهم رفضوا حتى الآن الإدلاء بشهاداتهم مبررين ذلك بتمتعهم بحصانة كاملة نظراً لكونهم شخصيات يثق الرئيس بهم، ومن المتوقع أن تبدأ الجلسات المتلفزة بقيادة نادلر غداً الأربعاء.