فصرخ زبون منهم سأتقدم بشكوى لأحمي جيبي من تسونامي الغلاء وموجاته المتتالية غير المبررة. أغلق التاجر محله وغادر وهو غاضب من عراك الألسن الذي نشب بينه وبين زبائنه الغاضبين أيضاً منه ومن عفريت الغلاء.. هنا قفز السكر والرز والزيت على الطاولة وقرروا عقد اجتماع لبحث مسألة تموينية مهمة، الزيت بصفته سلعة ذهبية سأل: لماذا يتلاعبون بمصيرنا وشخصيتنا وسعرنا رغم أننا مدعومون...
قاطع السكر بلسانه الأبيض الحلو الزيت قائلاً: ومن يقوم بشرائنا مدعومون أيضاً من (المركزي) وتقدم لهم كل التسهيلات.. وهنا تدخل الرز بصوته الناعم وقوامه الطويل والقصير ببسمته وقال: حتى الأخضر المدعوم يقدم لهم!!
عاد الزيت ليتسلم دفة الاجتماع وقال: أيها الزملاء المستهلكون.. ثقافة الزبائن أحياناً تشجع بعض التجار الكبار والصغار والمستوردين على المضي أشواطاً طويلة في جشعهم والتلاعب بنا.. وما كاد الزيت ينهي جملته حتى قفزت عبوة (مته) على الطاولة بقوامها الممشوق وباعتبارها أيضاً مدعومة وممولة من (المركزي) قالت: صدقتم يا رفاقي وخصوصاً أنت أيها السكر الحلو الجميل.. ما يحيرني أني سلعة لست ضرورية وللقرقعة وتمضية الوقت والتسلية ومع ذلك طار سعري وحلّق... وجمهوري العريض يترقب استقرار سعري بفارغ الصبر...! طال اجتماع السلع حتى سمعت قرقعة في الخارج... صاح الجميع.. عودوا لأماكنكم... لقد عاد صباحاً التاجر... عادت السلع لأماكنها بسرعة وهي تلوم صاحبها في نهاية الاجتماع الطويل على عدم كشفه عن الاسعار لزبائنه.. وهذا ما أبكى الزيت وأفقد السكر حلاوته وقال الأرز: لقد ضاعت بسمتي واجتماعنا لم ينته بعد..... سنعود بعد قليل......