النهوض من تحت ركام الوجع والألم والإعاقة، بل إنه يمكن تحويل هذه الإعاقة الى طاقة حقيقية تعيد الحياة الى شرايين الروح، وتحول طاقته السلبية الى طاقة إيجابية تشحن المجتمع بكثير من التفاؤل والإصرار على المتابعة والوقوف والسير نحو المستقبل بخطى ثابتة وواثقة.
المبادرة التي انطلقت تحت عنوان (أصحاب الهمم) وذلك بمناسبة اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة الذي يصادف في الثالث من الشهر الجاري، جاءت لكي تبث روح الامل في نفوس هؤلاء الأشخاص، خاصة الأطفال منهم الذين بحاجة الى دعم نفسي ومعنوي كبير، حتى يشعروا أنهم جزء لا يتجزأ من النسيج المجتمعي ،والاهم من ذلك حتى يشعروا أنهم قادرون على العطاء والإنتاج كغيرهم، وهذا جوهر مثل تلك المبادرات التي تسمو بإنسانيتهم وإعاقتهم بما يحاكي إرادة الحياة والامل التي تتدفق في عروقهم وشرايين روحهم.
وهذه المبادرات المجتمعية الخلاقة لا تنفصل عن حالة التعافي الذي تلف الوطن، حيث تؤكد لكل دول العالم أن الشعب السوري الذي هاجمته وحوش الإرهاب من كل بقاع الأرض، هو شعب قادر على أن يصنع الفرح والبسمة على وجوه أبنائه مهما كانت جراحه نازفة ومهما كانت اوجاعه مؤلمة، لأنه شعب يعشق الحياة والفرح، وشعب يراهن دائماً على إرادته لقهر المستحيل واجتراح المعجزات، والنهوض دوماً من تحت ركام الوجع والالم.