تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وعود ثبت زيفها!!

شؤون سياسية
الأثنين 27/10/2008
ريم صالح

من الصعب على المرء مهما أوتي من قوة أن يتماسك وهو أمام مشهد شعب لايزال مسجى على الأشلاء , والدماء, والآلام, منذ نكبته عام 1948 حتى يومنا هذا,

حيث تعرض لأبشع أنواع المجازر التي عرفها التاريخ الإنساني الحديث, فمن دير ياسين إلى مخيم جنين مئات المذابح ارتكبت بحقه ومثلت مسلسلا طويلا من التطهير العرقي المبرمج والمدروس والذي لم يعرف حدا يقف عنده فقد اقترفت عصابات الهاغاناه, والأرغون, وشتيرن بقيادة مناحيم بيغن, واسحق شامير تلك المجازر بحق الأبرياء من شعبنا الفلسطيني. هؤلاء هم حكام (اسرائيل) لكل واحد منهم مجزرته الخاصة به وكل مجازرهم وجرائمهم استمرار لمسلسل طويل من الملاحقة والتطهير العرقي ضد شعب اقتلع من أرضه وهجّر منها وسلبت حقوقه, واحتلت أرضه من قبل أعتى احتلال عرف على وجه الأرض وذلك كله بتواطؤ أميركي غير محدود, واليوم بعد أن طال انتظار الفلسطينيين للدولة الموعودة وطال تشبثهم بالحلم الذي من أجله قدموا التنازلات والدماء فإن السؤال الذي يطرح نفسه : أين وعود بوش بالدولة الفلسطينية? أليست هذه الرؤيا مجرد سراب ووعود كاذبة وذر للرماد على العيون?!! فالوعد الأميركي بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائي قبل نهاية هذا العام أي قبل رحيل إدارة الرئيس بوش لم يتحقق وأصبح من المستحيل المراهنة عليه.‏

وهل كان على الفلسطينيين أن يقدموا كل تلك التنازلات من مفاوضات مشروطة وسقف مطالب لايحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطينية كي يصلوا إلى سلام موعود لم يتحقق?‏

ففي حين كان الجانب الفلسطيني يقبل بالمفاوضات ويختار طريق السلام كانت (اسرائيل) تدك المنازل وتقتل الأبرياء وتوسع مستوطناتها بضم العديد من الأراضي الفلسطينية وكان بوش يحاول إسكات الطرف الفلسطيني بوعده المرتقب وبتحقيق السلام الموعود حتى يتمكن الكيان الصهيوني من الوصول إلى أهدافه, وينتشي الفلسطينيون بوعد بوش وسلامه المنتظر دون أي نتيجة! ولكن ماذا يتوقع الفلسطينيون من بوش وهو الذي ذرف الدموع الغزيرة أثناء زيارته لمتحف الهولوكوست في (اسرائيل)??? بوش الذي لم يحقق طوال سنوات إدارته إلا الخسارة والفشل وأصبح أضحوكة للشارع الأميركي الذي رفع صورة ساخرة له مصحوبة بعبارة: يولد كل دقيقة شخص أحمق.. ولكن هل ينبغي أن يحكم العالم?!..‏

ورغم أن حكاية المجزرة الدامية ارتبطت بالتاريخ الفلسطيني لتزدحم أجندة الفلسطينيين بمجازر وأحداث بالكاد يحصرونها إلا أنهم لم ولن يفقدوا الأمل باسترداد حقوقهم المسلوبة..‏

فمن الدم الفلسطيني الذي تتوضأ به الأرض المقدسة كل يوم تشرق الشمس وتحمل في طياتها بشائر غد أفضل بالاعتماد على الذات وتوحيد الجبهات الداخلية والتحام الفلسطينيين مع بعضهم والابتعاد عن السراب والأوهام أو التعويل على الأجنبي, وما وثيقة المصالحة بين الفصائل والحوار القادم في التاسع من الشهر القادم إلا الدليل على ذلك!!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية