تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كابتن هيما.. الفبركة لا تصنع فيلماً

سينما
الأثنين 27/10/2008
محمد قاسم الخليل

وصل إلينا أحدث أفلام المطرب تامر حسني (كابتن هيما)بعد أخبار شغلت الصحافة الفنية العربية عدة أشهر, والفيلم رابع أفلام تامر في مشواره السينمائي, بدأه بحالة حب, ثم سيد العاطفي, وعمر وسلمى.

الفيلم الجديد كما أفلامه السابقة, يعتمد على صوت تامر بالدرجة الأولى والأخيرة, أما عن الشكل والمضمون فالجواب في المثل القائل: (أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه).‏

تفتقر حكاية الفيلم إلى المصداقية ليتمكن المشاهد من الاقتناع بما يراه على الشاشة, فالفبركة تحف الفيلم من كل جوانبه, وتتسلل إلى جميع خيوطه الرئيسية والفرعية.‏

هيما (اسم الدلع لإبراهيم)سائق حافلة في مدارس خاصة يلعب الكرة في الساحات الشعبية, تعاني أسرته من فقر شديد, وشقيقته مريضة, يحاول علاجها.‏

الفبركة ليست هنا بل أن يكسب هيما الفقير الذي يعيش في حي عشوائي قلب معلمة في المدرسة تنتمي للطبقة العليا وتعيش في بيت فاخر, والتي تدير ظهرها لشاب يؤديه (أحمد زاهر)أكثر ثراء وجمالا, ومنذ المشهد الأول في لقاء السائق والمعلمة (تؤدي دورها زينة), يتأكد المشاهد بأنهما سيقعان في الحب وأحواله.‏

كل حياة (هيما) استثنائية, والداه متوفيان بسبب حادث سير, وأخته مريضة, والعزول له بالمرصاد يريد أن يزيحه عن طريق المعلمة ولو اضطر إلى تلقينه (علقة ساخنة) كادت إن تودي به, ويصل الأمر إلى عرقلة سيارة المدرسة الأمر الذي يتسبب بطرده من عمله, ولكن في النهاية تحل كل المشاكل بطريقة ترضي عشاق تامر.‏

لقد أصبحت مثل هذه العقد الدرامية من مخلفات الماضي السينمائي, إذ كانت التيمة السائدة في السينما المصرية منذ ثلاثينيات القرن الماضي وحتى نهاية ثمانينياته, وأصبحت العلاقات العاطفية في سينما اليوم أكثر قابلية للتصديق.‏

إنها قصة اقرب إلى حكايات الجدات ساهم فيها تامر نفسه وسيناريو مترهل يفتقر حتى إلى التشويق المفبرك, وإخراج أقرب إلى الفوتوغرافية منه إلى فن التصوير السينمائي.‏

فالصورة السينمائية تتطلب جماليات بصرية, والسيناريو السينمائي يحتاج إلى البناء المنطقي للشخصيات والأحداث, لقد شكل التمثيل كارثة, وكان الأداء التمثيلي لتامر مترهلا, لأن مسألة التمثيل تحتاج إلى كاريزما وشغل على الشخصية وهو ما افتقر إليه المطرب صاحب الصوت الشجي الذي له جمهوره ومعجبوه.‏

شارك في الفيلم بعض الممثلين المعروفين لكن وجودهم كان بلا فاعلية لأن أدوارهم كانت موضوعة في خدمة البطل تامر حسني.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية