النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ
بَدَأَتْ سَاعَةُ الصِّفْرِ تُعْلِنُ دَقَّتَهَا لاَ مَفَرّْ
عَائِدَاً كُنْتُ مِنْ حَانَةٍ
لاَ نَدِيْمَ سِوَى رَجْعِ أُغْنِيَّةٍ خَافِتَةْ
لِنَدِيْمِي الضَّجَرْ
مَنْ تُرَى يَنْتَظِرْ
خَلْفَ بَابِيْ سِوَى رِعْشَةٍ فِيْ يَدٍ
تَتَحَسَّسُ مِفْتَاحَ قِفلٍ عَدِيْمِ البَكَارَةِ
أَوْ صُوْرَةٌ بَاهِتَةْ
تَتَأَمَّلُ وَجْهِي الَّذِيْ مَلأَتْهُ الحُفَرْ
* * *
أَرْتَمِيْ فِي الفِرَاشِ بِلا رَغْبَةٍ
بَعْدَ أَنْ أَطْمَئِنَّ عَلَى العِنْكَبُوْتِ
أُفَاجَأُ أَنَّ النُّوَاسَ اسْتَقَرّْ
ثُمَّ تَبْدَأُ سَاعَةُ صِفْرٍ جَدِيْدٍ
فَأُغْمِضُ عَيْنَيَّ فِيْ شِبْهِ إِغْفَاءَةٍ
لاَ لأَحْلُمَ
مَا عَادَ لِلْحُلْمِ مُتَّسَعٌ مِنْكَ يَا لَيْلُ
يَا لَيْلُ مَا عُدْتَ مُكْتَرِثَاً لِلنِّدَاءَاتِ مِلْءَ المَوَاوِيْلِ
( يَا ليْل ..يا ليْل ..)
أَنْتَ امْتَلَكْتَ زِمَامَ النُّجُوْمِ
وَخَلَّفْتَنِيْ لِلْهُمُوْمِ
المَصَابِيْحُ بَيْضَاءُ ... بَيْضَاءُ
لَكِنَّهَا لِلرُّجُوْمِ
إِذَا أَنا أَمْسَكْتُ حَبْلَ السَّمَاءِ لأَرْقَى مَلاكَاً
فَأَسْقُطُ حَيْثُ النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ
النُّواسُ اسْتَقَرّْ
* * *
عِنْدَما بَدَأَتْ سَاعَةُ الحِبْرِ دَوْرَتَهَا
قُلْتِ لِيْ: تَعْجَبِيْنَ لِهَذِي الأَصَابِعِ
كَيْفَ تَبُثُّ الحَيَاةَ بِجُثْمَانِ هَذَا القَلَمْ
قَبْلَهَا كَانَ إِحْسَاسُنَا بِالأَلَمْ
الأَلَمْ
حِيْنَ يَنْسِلُنا خُصْلَةً .. خُصْلَةً
ثمُ َّيَزْرَعُنَا شَجَرَاً قَاحِلاً فِيْ شَوَاطِي العَدَمْ
خُصْلَةً تَتَدَلَّى كَعُنْقُوْدِ حُزْنٍ لِتُعْلِنَ أَنِّيْ هُنَا رُبَّمَا
فَاعِلٌ هَارِبٌ
وَالضَّمِيْرُ اسْتَتَرْ
النُّوَاسُ اسْتَقَرّْ