تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أدب النصيحة...هذا الفراغ!

آراء
الأثنين 27/10/2008
نصيحة بقلم: أكرم شريم

نحن شعوب لدينا فراغ حقيقي في حياتنا وعملنا . في كل مجال وفي كل مرحلة من مراحل العمر. كنت في المرحلة الابتدائية أداوم صباحاً ثم تأتي فرصة الغداء ثم بعدها أداوم في المدرسة ما كان يسمى ( دوام بعد الظهر)

ثم ألغي هذا الدوام ثم ألغيت فرصة الغداء ثم صار في كل مدرسة دوامان يومياً, وكل طالب يجلس مكان الاخر. ثم حين كبرنا كان الموظف يداوم دواماً ( رسمياً) كاملاً غير منقوص , ثم صار ينقص حتى وصل الى الساعة الواحدة بدل الساعة الثانية, ثم بعد ذلك حددته الدولة الى الثالثة والنصف فنزل الى الثانية عشرة . وقد لا تجد كثيراً من الموظفين في دوائرهم في هذا الوقت لان الوظيفة فارغة والموظف فارغ طوال وقته, ومشغول بما هو أهم من عمله الرسمي , ألا وهو عمله غير الرسمي. وهذا يعني أن ثمة فراغاً في الجيب أيضاً. كانت كتبي في الابتدائية وفي الاعدادية اكثر ملاءة من هذه الكتب الحالية, وكان بيتنا أكثر امتلاء من بيتي الشخصي الحالي . وكانت عاداتنا أكبر وأقوى , وأخلاقنا أكبر وأقوى, وكانت السبعة حين أحصل عليها كعلامة في الصف افضل من الثمانية الآن, وربما أفضل من العشرة. كان كل شيء ممتلئاً. وكان حقيقياً ولا توجد فراغات هرمونية فيه, أو كيميائية او شكلية او شيئية , تغطي ضعف الملاءة في النفوس أو القلوب. ما أقربك إلي وإلى قلبي يا قريب الامس ويا صديق الامس وما أكثر الفراغ بسبب أو من دون سبب الذي يقف بيننا اليوم يبعدك او يبعدني?! يا قريب الأمس ويا صديق الامس ويا زميل الامس ويا جار الأمس.. أي شيء تغير سوى هذا الفراغ الهائل في حياتك وحياتي والذي أفقر حتى عملي وعملك وقلبي وقلبك. وليست النصيحة هنا, سوى أن نملأ هذا الفراغ وغيره في كل حين وفي كل مجال او مرحلة من العمر. ولا تخدعنك أمور مثل زيادة في الوزن أو العمر أو الدخل دون امتلاء القلوب.. إنه الفراغ بعينه!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية