تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرى في الجولان...الغجر ..تقاوم العزل والحصار

هذا جولاننا
الأثنين 27/10/2008
تماضر إبراهيم

من القرية الرابضة على ثلاث زوايا حدودية دولية, من القرية التي ترتدي أهمية بالغة من الناحية الأمنية..

من الغجر التي تفصلها عن هضبة الجولان السورية بوابة حديد وسياج شائك,وتقع على الخط الفاصل بين الأراضي اللبنانية والأراضي السورية التي احتلتها إسرائيل من سورية سنة 1967 مع أراض لبنانية أخرى,‏

التقيت جارا لنا وهو أحد أبناء الغجر...‏

لقد ارتبط أهالينا بعلاقات وطيدة ,نحن وأهالي قرية الوزاني المقابلة, يفصل بيننا مجرى نهر الوزاني, وشريط متهالك أعيد بناؤه.‏

وعلى ذلك فالغجر موقعها استراتيجي, فوق التلّه المشرفة على منابع الوزاني, الذي يشكل مع اللدان وبانياس نهر الأردن, الشريان المائي الحيوي بالنسبة لإسرائيل, يعيش في قرية الغجر قرابة 2200 نسمة, جميعهم سوريون .‏

قال لي باستنكار وأسى:تخيل أنهم طلبوا إلى العرب المتواجدين في القسم الشمالي الرحيل إلى جنوب القرية..!‏

قالوا إن هذه الأرض لم تعد لنا, طلبوا منّا أن ننضم إلى بقية أهالينا في الجنوب,نحن نرفض تقسيم القرية, وفصل أحيائها وعائلاتها عن بعضها البعض.‏

صك أوراق أرضي تقول إنها سورية عربية .. فكيف أرحل ?.. كيف أرحل,أبي وأنا في جوفها,جبلنا من ترابها..! هل أتركها ليأتي بعدي مستوطن يهودي,يحمل الحنطة ويعد في فرننا العصيدة ?. وقال :أكاد أختنق إن إعلان القرية منطقة عسكرية مغلقة, حوّلها إلى سجن كبير, نعيش في خوف وتوتر دائمين, فضلاً عن القلق القائم أصلاً, لوقوعها بين حدود التوتر.بعد إعلانهم منطقتنا عسكرية مغلقة, عذلونا بالكامل عن العالم,اعترضنا وسنعترض ما دمنا أحياء على من يحوّل قريتنا إلى شبه جزيرة نائية, ويفصلنا عن العالم , لقد أخفقوا بإعلانهم قرار عزلنا بالكامل عن بقية القرى في الجولان المحتل,عن مجدل شمس, ومسعدة, وعين قنيا وبقعاتا, ولأهداف مبيِّتة...‏

ثم أضاف : لقد حوّلوا القرية إلى سجن كبير ,لكننا تصدينا وسنتصدى كما في السابق, للتواصي و لإجلاء السكان من الجزء الشمالي في القرية, ونقلهم إلى الجزء الجنوبي, وتعويضهم المادي بعد تدمير المنازل,تماما كما رفضنا قبل ذلك خط لارسن, منذ اللحظة الأولى التي قررت فيها الأمم المتحدة إقامة الخط الأزرق وشق الشطر الشمالي عن الشطر الجنوبي للقرية,‏

ثم استفاض بالحديث وقد تمكن منه الغضب الشديد: لقد كان اعتراضنا بمختلف الوسائل السلمية, والتظاهرات والمناشدات , وقمنا بتوجيه رسائل عدة إلى القيادات السورية واللبنانية وشخصيات عالمية عدة بينها بابا روما, ومنظمات إنسانية وحقوقية, نتجت عنها رسالة وزير الخارجية السورية فاروق الشرع إلى هيئة الأمم المتحدة, التي أكدت على مطلب الحكومة السورية بتثبيت سورية قرية الغجر بكامل أراضيها وبساتينها, وإبقائها تحت مسؤولية الأمم المتحدة, حتى تنسحب إسرائيل إلى حدود الرابع من حزيران وتلتزم بتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي.‏

تابع صديقي حديثه بحماس وتفاني :لقد التقينا الأمين العام للأمم المتحدة في العام 2000 , لمنع تمرير القرار و ترسيم الخط الذي مرّ فوق كرامتنا قاطعاً آمالنا وأراضينا, وجعل من قريتنا قريتين, وبات اللقاء الآن من وراء الأسلاك ومكبرات الصوت .‏

لقد بنوا معبرا حدوديا جنوبي القرية, على غرار المعابر بين إسرائيل والضفة والقطاع ومصر والأردن, يحوي أجهزة الكترونية متطورة متصلة بالكومبيوتر, وأجهزة غريبة وأعاد الجيش الإسرائيلي ترسيم الحدود في القسم الجنوبي, وأحاط القرية بالمزيد من الأسلاك والحواجز العسكرية..‏

حزنت في نفسي كثيرا لما آلت إليه تلك القرية الجميلة, فقد أصبح الغجر بأكمله بمثابة جيب معزول, لا يُسمح بالدخول إليه أو الخروج منه نحو بقية المناطق, إلا لسكان القرية فقط,الذين سيخضعون لإجراءات أمنية مشددة عند تجاوز هذا المعبر. لقد أحاط القرية ذاك السياج, من ناحية هضبة الجولان, عدا ثلاث بوابات, هي عبارة عن حواجز عسكرية إسرائيلية, فيما بقيت القرية مفتوحة من الناحية الشمالية باتجاه الأراضي اللبنانية, والجزء الجنوبي في الأراضي السورية المحتلة, ولا يفصل بين هذين الجزأين فاصل أو سياج.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية