بخصوصية مختلفة بسبب الممارسات الاسرائيلية البشعة ضد أهلنا هناك وهذا لايقتصرفقط على هكذا مناسبات بل يمتد إلى جميع الأفراح والأتراح والأعياد وكل ما يخطر ببال سلطات الاحتلال ما ينغص على السكان,فهم محكومون بظروف خاصة في جميع الأوقات التي تجمعهم وتوحد فيما بينهم وحفلات الزفاف إحدى هذه المناسبات التي تختلف جذريا عما يماثلها داخل الوطن الأم .
فبالرغم من أن التعارف يحدث أثناء فترة الدراسة في جامعات الوطن أو خلال مشاهدة أشرطة الفيديو أو الصور الفوتوغرافية الشخصية المتبادلة التي يحملها القادمون من الجزء المحتل خلال زياراتهم وبالعكس أو أثناء لقاء أسرتين في بلد مجاور أو من خلال المنظار اليدوي أو الصوت إلا أن الاحتلال ماض في قسوته وجبروته ويعمل جاهدا لإفشال هذه العلاقات لأنه يعرف تماما أنها أقوى وأمتن من حواجزه وألغامه .
ويقول أبو ياسر أحد مواطني قرية حضر المتاخمة لمجدل شمس المحتلة: أن حالات الزواج لم تتوقف منذ أكثر من عشرين عاما وتزوج من قريتنا فقط ما يزيد عن الخمس عشرة فتاة اللواتي تعرفن على أزواجهن بظروف مختلفة ولكن الأهم من ذلك النتيجة وهي أن يتم الزواج, والهدف هو توثيق صلات القربى وعرى المحبة وتعميق حب الوطن والتضحية في سبيله والتقريب بين الأهل في المرتفعات المحتلة والوطن الأم وتحدي الاحتلال الذي يسعى لقطع التواصل الاجتماعي والأسري مستخدما المزاجية والمماطلة في منح ما يسمى الموافقة على الزواج من قبل وزارة الداخلية التابعة له, حيث تبدأ التحضيرات بعد صدور تلك الموافقة ويتحول يوم الزفاف إلى عرس وطني تلقى فيه الكلمات المنددة بالاحتلال وتنشد فيه الأغاني والأهازيج والمناهضة للكيان وترتفع أعلام الوطن وصورقائده .
بدوره قال أبو حسن من نفس القرية: بعد عبور العروس من نقطة عين زيوان بمدينة القنيطرة المحررة تتولى قوات الطوارىء الدولية والصليب الأحمر عملية عبورها وحيدة إلى الجزء المحتل وعندها تجد الفتاة نفسها بعيدة عن أسرتها قريبة منها وتستقر عند أحد أقارب العريس لبضعة أيام وتتم خطوبتها من جديد ويكون المضيف هو ولي أمرها وله الكلمة في تحديد مهرها ولا يتمكن العريس من رؤية عروسه إلا بحضور شقيقته أو والدته, والأجمل هو تمسك الأهل بعادة وطنية مشرفة وهي أن المهر المعجل للعروس يتمثل بليرة سورية واحدة فقط لاغير وبعد أسبوعين من الزواج تتم المباركة من قبل ذوي العريس والعروس من خلال مكبرات الصوت على مشارف بلدة مجدل شمس دون أن تخلى من حوادث إنسانية تترك أعمق الأثر في النفوس يكون ضحاياها أمهات الجولان حينا وعرائس السلام والحب حينا آخر إلا أن هذه الحوادث لا تزيدهم إلا إيمانا وصبرا وأملا بأن هذه الحال لن تستمر طويلا.