|
الصليب الأحمر .. أنشطة إنسانية متعددة...فريزر: لا يمكن لشعب أن يكون سعيداً تحت الاحتلال هذا جولاننا من مدنيين وعسكريين وهي مهمة وضعتها الدول على عاتق اللجنة من خلال اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 وبروتوكوليها الإضافيين لعام 1977 التي تشكل أساس القانون الدولي الإنساني .
وتتضمن مهام اللجنة الدولية بشكل أكثر تحديداً زيارة أسرى الحرب والمحتجزين المدنيين والبحث عن المفقودين.. ولم شمل العائلات المفرقة والمساعدات الطبية للمدنيين الذين يفتقرون إلى إمكانية الحصول على تلك الاحتياجات الأساسية ونشر المعرفة بالقانون الدولي الإنساني ولفت انتباه السلطات المسؤولة أو المختصة إلى حالات انتهاكه. وتعمل بعثة اللجنة الدولية الدائمة في سورية منذ 1967 بشكل مركز على مساعدة السكان المدنيين القاطنين في الجزء المحتل من الجولان, وإعادة الصلات العائلية من خلال تبادل الرسائل, كما تعمل على نشر وتعزيز القانون الدولي. السيد جان جاك فريزر- رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سورية تحدث عن مهام اللجنة في الجولان حيث قال: تعمل اللجنة الدولية كوسيط محايد في القضايا ذات الطابع الإنساني والمتعلقة بنحو 20 ألفاً من السكان السوريين في الجولان الواقع تحت الاحتلال الاسرائيلي, وتعمل اللجنة على قاعدة القانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف التي تهدف إلى حماية المدنيين تحت الاحتلال .. وسبب وجودنا إنساني وليس سياسياً, التأكد من أن المواطنين السوريين تتم معاملتهم بشكل جيد , واللجنة تلعب دور الوسيط الحيادي بين الأطراف المتنازعة, حيث تيسر بشكل خاص التنقل بين الجولان المحتل والوطن الأم لفئات معينة من الأشخاص , فكما هو معلوم وكي نكون أكثر دقة بعد عام 1974 أصبح هناك فاصل بين الجزء المحتل والجزء المحرر من الجولان وهذه المنطقة المحايدة تحت إشراف قوات الأمم المتحدة وبالتنسيق مع قوات الفصل والسلطات السورية والاسرائيلية. تنظم اللجنة عمليات عبور الطلاب, ففي هذا العام تم عبور عدد من الطلاب و412 شيخاً من الجولان المحتل إلى الأراضي السورية لمواصلة دراساتهم أو لزيارة الأماكن المقدسة , كما مكنت اللجنة أشكالاً مماثلة من التعاون من اللقاء وزواج الكثير ممن فرقوا نتيجة للخط الفاصل في القنيطرة حيث يتم هذا الزواج في المنطقة الفاصلة- وهذه فرصة لتواصل الأهل, فهناك نحو 20 ألف سوري في الجزء المحتل من الجولان, ولهم صلات قرابة في وطنهم سورية والذي يهمنا تأمين هذا التواصل مع أقاربهم الذين انقطعت اللقاءات بينهم منذ 41 عاماً. فهدفنا هنا إنساني وهو أن تستطيع العائلات التواصل فيما بينها خلال حالات الزواج... كما يقوم الصليب الأحمر بزيارة الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الاسرائيلي وعددهم /13/ حيث تتم زيارتهم بشكل دوري للتأكد من أن وضعهم يتناسب مع القانون الدولي وطبعاً سورية تبذل جهودها لدى المنظمات الدولية لإطلاق سراح المعتقلين ودورنا إيصال صوت سورية ولكن ليس لدينا قدرة على إطلاق سراحهم.. وعندما تلاحظ اللجنة أن هناك خرقاً معيناً بالقانون تجاه المعتقلين نتوجه إلى السلطات الإسرائيلية للكف عن هذا التصرف في بعض الحالات نجد هناك نجاحاً وبعض الأحيان لا نجد استجابة!! وتابع فريزر : قامت اللجنة أيضاً بتنظيم عمليات نقل رفات لأشخاص توفوا, كما يواصل المواطنون السوريون في الجولان المحتل وسورية الاعتماد على اللجنة في تبادل الأوراق الرسمية مثل الوكالات وشهادات الميلاد والوفاة , وعقود الزواج فقد تم تحويل نحو 126 وثيقة من أمثلة هذه الوثائق خلال عام 2007, وتواصل اللجنة جهودها لاستئناف عقد لقاءات منتظمة بين العائلات التي فرقها الخط الفاصل وتعقد بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر محادثات مع السلطات المختصة لإعادة برنامج الزيارات العائلية الذي توقف عام 1992, وهناك نشاط آخر تقوم به اللجنة وهو نقل محصول التفاح حيث أن أبناء الجولان يجدون صعوبة في تسويق المنتج الوحيد وبناء على طلب المزارعين من الجولان المحتل والسلطات ذات الصلة نظمت اللجنة عملية نقل المادة ,ففي عام 2008 تم نقل نحو 8 آلاف طن من التفاح الجولاني إلى دمشق بدعم من قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة بوساطة شاحنات تابعة للصليب الأحمر, وقد ساعدت هذه العملية جزءاً كبيراً من سكان الجولان الذين يعتمدون على تجارة التفاح كمصدر دخل أساسي. واختتم فريزر حديثة بالقول: دائماً عملنا يتسم بطابع واحترام السرية.. وأي شعب أو شخص لا يمكن أن يكون سعيداً ومسروراً وهو واقع تحت الاحتلال?! مع الإشارة أخيراً إلى أن عمل اللجنة بالتوازي مع عملها الميداني المتعلق بمعالجة تبعات الحرب, تسعى جاهدة لتوعية كل الأفراد والمؤسسات التي يحتمل انخراطها في النزاع بالالتزامات الواجبة عليها بمقتضى قانون الحرب من خلال المعرفة بالقانون الدولي الإنساني. K haledgolan@ yahoo. com
|