تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ندوة/ ليس سراباً/ ...جسدت شوق الناس ..لأعمال لا تجامل واقعها

ثقافة
الأثنين 27/10/2008
آنا عزيز الخضر

آراء كثيرة طرحت حول العمل الدرامي/ ليس سراباً / عبر الندوة الثقافية التي أقامها المنتدى الاجتماعي بحضور الكاتب و المخرج الفنان/ عباس النوري/ و الفنانة/ سلافة معمار/ ,

منها أنه لمسات راقية لمجتمع حر وصلت بشكل جمالي وفني. كما أنه تجاوز تنميط الشخصيات المعتادة, معالجاً دور المثقف مقدماً النماذج العديدة له, حيث قدم العمل ماهو مسكوت عنه و أيقظ فاعلية التلقي عند المشاهد, مبعداً عنه تهمة الرغبة بالأعمال السطحية أما الحضور الكثيف فقد كان دليلاً على أن المشاهد يتوق لمثل هذه الأعمال, و يقدر تلك الأعمال التي تنقل مشكلاته الحقيقية, من جهة ثانية تم الطرح لكثير من التساؤلات على حد تعبير أحد السائلين على أنها/ هواجس شارع/ مثل موازنة الأرقام أثناء التحقيق الصحفي حول / قانون الأحوال الشخصية /, ثم نزع حجاب / عفاف / , وتساءل البعض هل الحلم يتحقق بالتعليم أم بالتأسيس لجيل جديد يؤمن بالمواطنة تحت سقف قوانين ترعى إنسانيته..? هذه المحاور تمت مناقشتها بين الحضور و المنتدين فقال الكاتب/ فادي قوشقجي/ : اخترت الموضوع بإصرار كونه يطمح إلى مجتمع حديث العلاقات فيه مبنية على التسامح و التقبل و تنتفي فيه القوانين التي تحول دون الطريقة المثلى للعيش و أكدت على أن هذا الحلم ليس سراباً و إن كانت النهاية حزينة اليوم , إلا أن الأمل هو أن يكون ذاك الحلم حقيقة.‏

أما الفنان / عباس النوري/ قال: نحن بحاجة إلى أعمال مثل / ليس سراباً/ تصدم الواقع , نحن بحاجة لأعمال تهز قناعاتنا, بحاجة إلى أن نفكر بصوت عال, فمجتمعنا يعيش في حالة من الفسيفساء الجميلة, حيث أحب الناس بعضهم البعض فيه على الدوام, لذلك حمل العمل بعض الردود على الخمول العقلي الذي يشد إلى الوراء و يؤسس لمناخات الارتداد إلى الانتماءات الضيقة, كما لا يوجد دين إلا و يدعو إلى الأخلاق والسلوك الجميل وماذا يريد الإنسان إلا أن يعيش في وسط إنساني مليء بالقيم النبيلة و قد حاول العمل أن يكشف هذه الزاوية, و عن دور المثقف و صعوبة الانسجام بين القول و الفعل والذي عالجه العمل تابع الفنان قائلاً: صعب جداً توصيف دور المثقف و توصيف أزمته في ضوء الكم الهائل من الإشكالات التي تقف في طريقه, و قد قدم العمل نماذجه المختلفة, و طرح اقتراحات هامة يتم التغاضي عنها وعلى الدوام و حول التساؤلات عن بعض الحالات المجتمعة المطروحة أجاب المخرج / المثنى صبح/: قدمنا النماذج كما هي في المجتمع و لم أجلب الحالات من المريخ. قدمنا المتنور و المعتدل, العلماني و المتزمت و أنا راضٍ عن الشخصيات المأخوذة من واقعنا على المستويات كافة.‏

أما عن الحلول قد يكون التعليم والتأسيس لجيل جديد يحمل أخلاق المواطنة, المهم أنه تم الطرح لمشكلات واسعة الأطياف و مغيبة.‏

أما الفنانه/ سلافة معمار/ قالت:/ ليس سراباً/ طرح جريء يشد أي ممثل لأن يكون في مجموعته إذ لامسني كشخص من هذا المجتمع من الداخل عبر معالجته وتعمقه , حيث النص القوي يشكل علاقاته الثنائية ما بين المسيحي و المسلم, ما بين الشخصية المنفتحة و المتزمتة, فالعمل ركز على قضية هامة و هي أن التزمت حالة ليس لها علاقة بالدين, ولاشك بأن التزمت دون تقبل الآخر هي حالة سلبية, أما دوري لفتاة تدافع عن كيانها وقضاياها تخص كيانها كامرأة ليست بمتطرفة, ومن جهة ثانية لا بد للتعليم أن يتغير مرتبطاً بقضية المواطنة والانفتاح الذهني و الحوار ثم تقبل الآخر بجميع حالاته.‏

الأب الياس زحلاوي: الكلمة محرك أساسي‏

.. كما شارك الأب/ الياس زحلاوي/ برأيه حول أهمية الكلمة في مسألة التغيير فقال: لا يوجد مجتمع في التاريخ تبدل و إلا كانت الكلمة هي المحرك الأساسي , فهناك حالات مجتمعية نعيشها لا بد من مواجهتها , فنحن لأسباب كثيره أتقنا الهروب و التقنع و المواربة و القوانين المجحفة بحق الإنسان سيحدث تغييراً ذات يوم نتيجة تفاعل المجتمع و بموجب ما يقدم من أفكار تنويرية لذلك أتمنى أن تكثر مثل هذه المبادرات, عبر الكلمة والإعلام و الدراما , وقبل أن يطغى علينا الطوفان, فالطوفان قريب وعلينا أن نحصن مناعتنا , حتى يصبح الحلم واقعاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية