وكانت ليفني خلصت بعد مشاورات مكثفة أجرتها الليلة قبل الماضية, إلى أنها (لا تستطيع الاستسلام للابتزاز المالي ولا السياسي الذي تمارسه بعض الأحزاب), في إشارة إلى مطالب حزب شاس الديني المتطرف, المتعلقة بالميزانية وعدم إدراج قضية القدس في المفاوضات مع الفلسطينيين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن ليفني قولها : (عندما كان علي أن أختار بين استمرار الابتزاز والاتجاه نحو الانتخابات اخترت الانتخابات).
ويملك بيريز صلاحية تكليف مرشح آخر بتشكيل الحكومة بعد ثلاثة أيام من تلقيه قرار ليفني رسمياً. وإذا لم يجد مرشحاً مناسباً يستطيع الكنيست اختيار مرشح يحظى بموافقة غالبية الكتل البرلمانية خلال ثلاثة أسابيع. وإذا لم يتم الاتفاق على مرشح متفق عليه يعلن الرئيس عن إجراء انتخابات عامة خلال 90 يوما. والموعد في هذه الحالة هو 17 شباط المقبل.
في هذا السياق , ذكرت صحيفة (معاريف) الاسرائيلية امس أن شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي المستنكف منذ فوز ليفني كان خلال الفترة الماضية يعمل من وراء ظهر الاخيرة من أجل تأمين دعم 61 عضو كنيست لتشكيل حكومة برئاسته خلال الايام الثلاثة المقبلة.
وكان حزبا كاديما (29 مقعدا) والعمل الذي يقوده وزير الحرب إيهود باراك (19 مقعدا) قد وقعا قبل نحو أسبوع اتفاقا لتشكيل حكومة جديدة في إسرائيل, لكنهما ظلا بحاجة إلى دعم أحزاب صغيرة أخرى للوصول إلى حكومة يدعمها 61 عضوًا في الكنيست المكون من 120 عضوا.
وتتوقع استطلاعات للرأي فوز حزب الليكود اليميني بزعامة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو في أي انتخابات تجرى قريبا.
وبانتظار اجراء هذه الانتخابات سيستمر رئيس الوزراء إيهود أولمرت في منصبه الذي استقال منه في أيلول الماضي على خلفية فضيحة فساد.
وعادة ما يكون حزب شاس ( 12 مقعدا ) هو بيضة القبان في تشكيل اية حكومة اسرائيلية وهو ما دعا الى وصفه بأنه صانع الحكومات الائتلافية في إسرائيل والقادر على إفشالها .
وترجع اوساط اسرائيلية فشل ليفني في تشكيل الحكومة الى اتفاق سري بين رئيس الليكود بنيامين نتنياهو وقيادة حركة شاس, واتصالات مكثفة بين نتنياهو وقيادة حزب )يهدوت هتوراة( في حين انتقد نواب في حزب كاديما نفسه ما وصفوه بتصلب ليفني في المفاوضات, وتوجيهه تهديدا لحركة شاس بالتوجه لانتخابات عامة, وامتناعها عن لقاء الرئيس الروحي لحركة شاس, عوفاديا يوسف, أغلق الطريق أمام الاتفاق مع شاس. هذا إلى جانب استهتارها بحزب المتقاعدين والمماطلة في توقيع اتفاق معهم وتركيز الاهتمام على المفاوضات مع حزب العمل وتقديم تنازلات له, وهو ما دفع المتقاعدين الى رفع سقف مطالبهم وتاليا فشل المفاوضات معهم .
ويرى المحللون الاسرائيليون أن ابرز الخاسرين هو إيهود باراك الذي تتوقع الاستطلاعات أن يتراجع الحزب برئاسته ليصبح الحزب الثالث أو ربما الرابع في الساحة السياسية الإسرائيلية, إلى جانب تسيبي ليفني التي فشلت في مهمة تشكيل الحكومة وخسرت فرصة تعزيز وضع حزب كاديما.