تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإرهابيون بدؤوا رحلة العودة إلى بلادهم .. فمن سيوقفهم ؟

شؤون سياسية
الثلاثاء 3-6-2014
فؤاد الوادي

بدت خطا الولايات المتحدة الأميركية ومعظم دول العدوان على سورية كفرنسا وبريطانيا حثيثة ومتسارعة لمواجهة التحديات الجديدة التي فرضتها المعلومات التي باتت تتكشف أولا بأول عن بدء الإرهابيين رحلة العودة إلى بلادهم، وهو الأمر الذي لطالما اقلق صناع القرار في الإدارة الأميركية الذين كانوا يرفضون حتى مجرد التفكير بهذا الأمر بسبب تداعياته الكبيرة والخطيرة على الأمن القومي الأميركي وامتداداته التي ستطال معظم حلفاء وأتباع الولايات المتحدة في المنطقة والعالم .

لكن السؤال الذي يفرض حضوره على الساحة الأميركية بكل مستوياتها واتجاهاتها السياسية والشعبية والذي من المؤكد انه سيربك صناع القرار في الإدارة الأميركية .. هو كيف ستستطيع إدارة اوباما بكل عباقرتها وجهابذتها إيقاف تلك الظاهرة (أي ظاهرة عودة الإرهابيين إلى بلادهم التي انطلقوا منها إلى سورية ) أو حتى الحد منها ؟ وهل ستكفي إجراءاتهم الأمنية وتشريعاتهم القانونية التي أشاروا بها على بعض حلفائهم لمنع الإرهابيين من العودة إلى بلادهم كما فعلت السعودية وفرنسا وبريطانيا – هل ستكفي لوقف هذا البركان الذي سيأكل الأخضر واليابس .‏

الوقائع على الأرض تشير حتى اللحظة إلى فشل كل الإجراءات والاحتياطات التي اتخذتها دول العدوان على سورية في الحد من ارتداد الإرهابيين إلى بلادهم بعد هزائمهم المتكررة على الأرض السورية من قبل الجيش العربي السوري وتحديدا في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وهذا ما أكدته المعلومات والتقارير الواردة من تلك البلدان التي تقاطعت جميعها عند معطيات تؤكد بدء دخول عدد من الإرهابيين الذي شاركوا في العدوان على الشعب السوري إلى تلك الدول التي جاؤوا منها، وهذا الأمر أكده القضاء الفرنسي الذي كشف للمرة الأولى الأسبوع الماضي عن اعتقال إرهابيين قدموا من سورية حيث أعلن مصدر قضائي فرنسي أن سبعة إرهابيين اعتقلوا مطلع الشهر الحالي في ستراسبورغ شمال فرنسا للاشتباه في أنهم ذهبوا إلى سورية للمشاركة في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية موضحا أن الموقوفين مشبوهون بالالتحاق بمعسكر للتدريب وأنهم ظهروا كثيرا على الانترنت وأقاموا على الأرجح اتصالات بفرع للتجنيد.‏

وأكد المصدر أن التحقيق يستهدف أيضا رجلا في التاسعة والعشرين من عمره يدعى مراد فارس وتعتبره الأجهزة الفرنسية وسيلة مهمة لتجنيد الفرنسيين عبر شبكة الانترنت وهو مازال في سورية وظهر في ملفات أخرى كملف القاصرين في تولوز اللذين عادوا بعد وصولهما إلى المنطقة الحدودية السورية –التركية .‏

وفي هذا السياق أيضا كشفت صحيفة (وورلد تريبيون )الأميركية مطلع الأسبوع الماضي أن مسؤولين أمريكيين يتخوفون من تعرض بلادهم لهجمات ضخمة على غرار هجمات الحادي من أيلول يشنها عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذين اكتسبوا خبرات عالية أثناء قتالهم في سورية، ونقلت الصحيفة عن رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي جيمس كومي قوله تعليقا على خطر الإرهابيين العائدين من سورية إلى بلادهم : سورية ستشهد هجرة واسعة للإرهابيين إلى الخارج وعلى الولايات المتحدة وقف أي محاولات مصدرها هذا البلد قد تتسبب وقوع هجوم مشابه لهجمات الحادي عشر من أيلول، كما قال مسؤول أمني آخر وصفته الصحيفة بالرفيع : أن تنظيم القاعدة ربما يقوم حاليا بتدريب مجموعات كبيرة من المقاتلين لإرسالهم إلى أوروبا والولايات المتحدة .‏

من المؤكد أن التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الأميركيين والفرنسيين والتي بدت على شكل تحذيرات من خطورة هذا الظاهرة لن تؤدي إلى إسكات الرأي العام الأميركي الذي بدأ بالتحرك والتملل رفضا للدور الأميركي القذر في هذه الحرب التي تستهدف سورية، بل على العكس تماما ستؤدي الى تداعيات خطيرة على القرار الأميركي برمته لجهة عجزه عن وقف هذه الظاهرة ومعالجتها من جذورها من خلال منع تدفق الإرهابيين الى سورية أو مساعدتهم أو دعمهم ماديا أو معنويا أو لوجستيا .‏

التخبط الذي طبع معظم تصريحات المسؤولين الغربيين خلال الأيام الماضية يعكس الى حد كبير فشلهم وهزيمتهم على كل المستويات والجبهات السياسية منها والعسكرية كما يعكس بالتوازي عجزهم عن القيام بأي خطوة واقعية وحقيقية تمنع ارتداد الإرهاب الذي جاؤوا به من أصقاع الأرض الى سورية الى أراضيهم .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية