كما أن الديمقراطية لا تتجزأ من حيث إنها نظام حكم رشيد يصلح في الشرق كما يصلح في الغرب.
إلا أننا اليوم في ظل النفاق والدجل السياسي الذي تتفرد به دول الغرب وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، نجد أن نظام الحكم في أي دولة بالعالم لا يكون ديمقراطياً- وفق الرؤية الغربية- إلا إذا كان موالياً للغرب ومنفذاً لكل خططه ومشاريعه الإجرامية بحق الشعوب.
الموقف الغربي هذه الأيام من الانتخابات التي تستعد لها سورية في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها نتيجة الإرهاب المصدّر إليها من الخارج يكشف زيف ادعاءات واشنطن وحلفائها الغربيين بأنهم يريدون للشعب السوري أن يعيش الحرية والديمقراطية وأن يتلذذ بحقوق الإنسان حسب رؤيتهم المزدوجة وبعيداً عن إرادته.
هذا الموقف المشكك في استحقاق دستوري يسير وفق القواعد الديمقراطية التي ارتضاها الشعب السوري وأساسه التعددية والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين يؤكد للسوريين من جديد بأن هذه الدول التي تذرف دموع التماسيح عليهم لا تريد الخير لهم بل إنها تضمر أبشع أنواع الشر في العصر الحديث.. من خلال دعمها المتواصل للإرهابيين الذين عاثوا فساداً وخراباً في طول البلاد وعرضها وهي لا تزال تتستر على جرائمهم التي لم يرتكب مثلها في التاريخ.
من المؤكد أن من يعيشون على نهب خيرات الشعوب ومقدراتها لا يؤمنون يوماً بحقها في حكم نفسها بنفسها.. بل يريدونها تابعة وخاضعة وصاغرة أمام جبروتهم وطغيانهم، لتبقى لقمة سائغة أمام شراهتهم للدماء والثروات، وهم بذلك يبرهنون من جديد على أن ديمقراطيتهم المزعومة التي يريدون أن يصدروها للشعوب الأخرى مغمسة بالدم، وفضاؤها الخراب والدمار، وبعيدة كل البعد عن تطلعات تلك الشعوب.