صدرت حديثاً عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، الترجمة العربية لرواية «لو أن مسافراً في ليلة شتاء»، تأليف الكاتب الإيطالي «إيتالو كالفينو»، قام بترجمة الرواية، وقدّم لها حسام إبراهيم.
تقدِّم الرواية تجربة سردية مغايرة، لا تعود الأهمية فيها لموضوع الرواية، بل لكيفية كتابتها، لذلك أصبحت أساليب السرد وألعابه هي الموضوع نفسه.
يبدأ «كالفينو» الرواية مخاطباً قارئه، ويطلب منه أن يتخذ الوضعية المريحة للقراءة، ثم يتمادى في توريطه داخل شبكة السرد بالدرجة الأولى، وبأحداث الرواية، فيبدو القارئ مؤثراً فيها، ومتأثراً بها حتى داخل حياته الشخصية، في مزج بين خيال قابل للحدوث، وواقع يلامس الخيال، يتابع «كالفينو» ألعابه السردية، التي يستدعى بعضها بعضاً، حتى لتكاد تلمس سعادته كمؤلف.
الجدير بالذكر أن الرواية هي الإصدار الخامس في «المئة كتاب»، ضمن سلسلة «آفاق عالمية» التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر.
**
رقم قياسي للوحة الفنان الإسباني «غريكو»
ضربت لوحة الفنان الإسباني غريكو بعنوان «سانت دومينيك أثناء الصلاة» رقماً قياسياً عند بيعها في صالة سوثبي للمزادات اللندنية، حيث بلغت 10.75 ملايين يورو.
وهذه اللوحة هي واحدة من اللوحتين اللتين أهداهما الفنان الإسباني الذي ولد عام 1541 وتوفي عام 1614 إلى «الكس بيل» رئيس قسم اللوحات الفنية لكبار المشاهير في صالة سوثبي اللندنية.
واللوحة تصور أحد الرهبان من مؤسسي الدومينيكان في القرن الثالث عشر يركع على ركبتيه أثناء الصلاة وتصور معظم لوحات غريكو النساك والرهبان أثناء العبادة
وجذب المزاد العديد من جامعي التحف من آسيا والشرق الأوسط.
**
رســـــول حمزاتوف
حكيـــم القوقاز
يعدّ الشاعر «رسول حمزاتوف» من أشهر الشعراء في العالم، حتى لقّب بشاعر الشعب الداغستاني. حمزاتوف كرّمته روسيا هذه الأيام بإقامة نصب تذكاري له في «بوليفار ياؤزسكي»، بمناسبة الذكرى التسعين لمولده. الحفل الذي أقيم يوم 5 تموز الجاري، شارك فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال:» إن الحظ حالفني اليوم في التعرف على هذا الشاعر الكبير واُتيحت لي الفرصة لأنهل من هذا النبع الطاهر لأفكاره وقيمه الأخلاقية». كما تلا بوتين مقاطع من إحدى قصائد حمزاتوف التي تعتبر بمثابة وصية إلى جميع شعوب روسيا الداعية إلى التمسك بالمحبة والأخوة والسلام.
هذا وأيّد الرئيس الروسي فكرة إنتاج فيلم «أنشودة الجبال» عن حياة هذا الشاعر العظيم، لكي تعرف الأجيال الصاعدة المزيد عن حمزاتوف وإبداعه. ولد رسول حمزاتوف عام 1923 في قرية «تسادا» الداغستانية في أسرة الشاعر المعروف حمزة تساداسا. ومارس في شبابه التدريس في المدارس. وفي عام 1950 تخرج من معهد غوركي للأدب بموسكو. رسول حمزاتوف الذي توفيّ عام 2003، هو أحد أبرز شعراء القوقاز في القرن العشرين، كان عضواً في اتحاد الكتاب السوفييت وعضواً في مجلس السوفييت الأعلى. منح جائزة لينين وعرف بنشاطه الاجتماعي والثقافي ودعمه الشعراء الشباب.
يتميز شعره بالصبغة القومية وبالرومانسية والغنائية. وقال عن إبداعه الشعري نفسه إن مراحل شعره مثل ثلاث زوجات: «الأولى قاسية وعنيدة، وهي في الحقبة الستالينية التي لم تعرف الرحمة، ورغم عناد هذه الزوجة وقسوتها فقد كانت الحياة في كنفها آمنة ومهيبة، والثانية جميلة وثملة بحريتها وانطلاقها، والثالثة الزوجة التي نبحث عنها جميعاً وهي عادلة وهادئة كما وصفتها في قصيدة «الصندوق الأسود» وفيها كل ما هو خفي ومثير في حياة الشاعر حمزاتوف». ذاع صيت هذا الشاعر بعد نشر قصائده «داغستان لي» و«اللقالق البيضاء» و«النجوم العالية» و«حوار مع أبي» و«سمراء» و«مسبحة السنين».
يوصف الشاعر رسول حمزاتوف بأنه حكيم القوقاز وتنسب إليه أقوال مثل: «الإنسان في حاجة إلى عامين ليتعلم الكلام وإلى ستين عاماً ليتعلم الصمت» و«الإبرة الواحدة تخيط ثوب العرس والكفن» و«الشعب دون كتاب كإنسان يسير مغمض العينين لا يرى العالم، والشعب دون كتاب كإنسان دون مرآة لا يستطيع رؤية وجهه» و«على كل إنسان أن يفهم منذ صباه أنه أتى إلى هذا العالم ليصبح ممثلاً لشعبه».