تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فلسطين ليست للتفاوض ولا للقسمة

شؤون سياسية
الثلاثاء 23-7-2013
بقلم: نواف أبو الهيجاء

بعد ست جولات قام بها وزير الخارجية الامريكية في المنطقة من اجل عودة الطرفين الفلسطيني الرسمي والصهيوني الى طاولة المفاوضات

اعلن كيري يوم التاسع عشر من شهر تموز الجاري التوصل الى اتفاق حول استئناف ما يسمى بعملية السلام . كيري اوضح ان واشنطن ستكون مقرا للمفاوضات بين الطرفين بعد اسبوع .‏

واعلن في الوقت عينه ان المفضل هو التفاوض خلف ابواب موصدة . السرية المطلوبة من الطرفين تقول بضرورة عدم الحديث تفصيليا عما جرى الاتفاق حوله او بشأنه . لكن الامور المعروفة اليوم قالت ان المفاوضات تستأنف دون ا ن يلبي الصهاينة اشتراطات الطرف الفلسطيني حول العودة للتفاوض . الادارة الامريكية هي الضامن للطرفين . فمثلا هي الضامن ان يعترف الفلسطينيون بيهودية دولة اسرائيل في مقابل ضمانة منها ان تكون القدس عاصمة للفلسطينيين وان تكون حدود 67 اساسا للتفاوض .‏

هذا يعني كما قال كيري ان الاتفاق جرى على بحث ( الحل النهائي ) للقضية الفلسطينية . لم يتحدث أي من الطرفين عن حق العودة ولا عن المستوطنات والاستيطان ولا عن حدود دولة فلسطين ولا عن الوجود العسكري الصهيوني على حدود الاردن في الاغوار .‏

اخشى ما اخشاه ان تكون المفاوضات في واشنطن ستارا يخفي حقيقة المساومة على فلسطين في مكان آخر غير الولايات المتحدة الامريكية . نحن يجب ان نتذكر ان اوسلو جاءت مفاجئة لأن الاضواء كانت مركزة على المفاوضات في امريكا بينما الحقيقة كانت مفاوضات سرية في اوسلو . هل يعيد الزمن نفسه وهل تتكرر المأساة مجددا – وهذه المرة بصورة اوضح واكثر قسوة عل شعب فلسطين من اتفاقية اوسلو ؟‏

مادار خلال الايام الماضية قبل الاعلان عن التوصل لاتفاق ان معظم فصائل منظمة التحرير الفلسطينية اعلنت رفضها العودة الى المفاوضات على وفق ما حمله وزير الخارجية الامريكي . ولكن بعد اقل من اربع وعشرين ساعة وفي حركة دراماتيكية انتقل كيري من عمان الى رام الله ومنها مرة اخرى الى العاصمة الاردنية ليعلن هو التوصل الى الاتفاق .‏

المفاوض الفلسطيني المخول من السلطة صائب عريقات اجتمع معه قبل السفر المباغت الى رام الله . فماذا دار بين الرجلين لااحد يعلم تماما ولكن امرا ما حدث هو الذي جعل القيادة الفلسطينية الرسمية تتراجع عن كثير من اشتراطاتها للعودة للمفاوضات .الاعلان عن التفاوض حول الحل النهائي كان فعلا مفاجئا حتى لقيادات فلسطينية في رام الله . كما ان قيادة فتح شهدت جلسة صاخبة عبر فيها بعض الاعضاء عن رفضهم ( مبادرة كيري ) او الافكار الامريكية . فهل ان القيادة الفلسطينية سمحت لنفسها بالتصرف قفزا من فوق ارادة المنظمات والفصائل الفلسطينية الاخرى الرافضة لما جاء به كيري ؟ الايام القليلة المقبلة تحمل الكثير من الاجابات . لكن المهم اليوم ليست التفاصيل بقدر الاسس التي يمكن ان يقبل بها شعب فلسطين الحل ( النهائي ) لقضيته الوطنية . اسس تترجم ما يسعى اليه هذا الشعب من استرداد كامل حقوقه في وطنه فلسطين . العودة الحق والدولة على كامل التراب الوطني الفلسطيني والعاصمة القدس واطلاق الاسرى وحق تقرير المصير .‏

هل هذا ما يمكن ان توفره المفاوضات المقبلة ؟ السؤال الاهم : هل فلسطين قابلة للتفاوض ؟ هل فلسطين قابلة للقسمة على اثنين ؟ هل بالتفاوض مع المحتلين يمكن للفلسطينيين الحصول على حقوقهم غير منقوصة ؟ هل يحق لأي كان التصرف بالحقوق الوطنية الفلسطينية ؟ من يحق له التفاوض باسم شعب فلسطين على فلسطين ؟ من يحق له القيام بعملية تبادل الاراضي وهي ملك خالص لشعب فلسطين والامتين العربية والاسلامية ؟‏

هذه الاسئلة برسم القيادة الفلسطينية في رام الله . وهذه الاسئلة تحمل الاجوبة ضمنا . فلا احد مخول بالتفاوض على فلسطين ولا احد يملك صلاحية التخلي عن شبر واحد من ارضنا في فلسطين ولا احد يملك حق التنازل او التبادل . هل تعي قيادة رام الله ما هي مقبلة عليه ؟ هذا هو السؤال الذي اجابته منوطة بما تحمله الينا المفاوضات المريبة على فلسطين في واشنطن او في غير واشنطن .‏

Nawaf.m.abulhaija@gmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية