ويكثر به همه وغمه ومن العجيب أن الجاهل الأحمق يظل يحمل هذا الحمل الخبيث حتى يشفى حقده بالانتقام ممن حقد عليه.
إن الحقد في نفوس الحاقدين يأكل كثيراً من فضائل هذه النفوس فيربو على حسابها.
إن الحقد المصدر الدفين لكثير من الرذائل.. فالافتراء على الأبرياء كما يحصل اليوم من قبل بعض الحاقدين جريمة يدفع إليها الحقد الدفين.
إن جمهور الحاقدين تغلي مراجل الحقد في أنفسهم لأنهم ينظرون إلى الدنيا فيجدون ما تمنوه لأنفسهم قد فاتهم، وامتلأت به نفوس أخرى وهذه الطامة الكبرى التي لا تدع لهم قراراً وهم بذلك يكونون خلفاء إبليس على الأرض وهذا الغليان الشيطاني هو الذي يضطرم في نفوس الحاقدين ويفسد قلوبهم.
قد تضعف النفس أحياناً فتبغض لكن لا تستقر هذه البغضاء في نفوس المحبين حتى تصير حقداً بل إنها تكون عابرة سبيل سرعان ما تزول.
فليس أروع للمرء ولا أفضل لهمومه. ولا أقر لعينه من أن يعيش سليم القلب محباً بعيداً عن وساوس الضغينة وثوران الأحقاد.
إذا رأى نعمة تنساق لأحد رضي بها وإذا رأى أذى يحلق أحداً رثى له.
وبذلك يحيا المحب ناصع الصفحة مستريح النفس من نزعات الحقد الأعمى الذي يملأ قلوب بعض الناس دون أي حساب لمقدرة الله في خلق هذا القلب، وأن كل نبضة من نبضاته فيها عظمة الله، فهيا نفتش في قلوبنا بحثاً عن المرض الذي اجتاحها في هذه الأيام.
ونجتهد في حصار هذا المرض مهما كان ونطرده من القلب شر طردة.
وإن فشلنا فما علينا إلى أن نطلب من الأهل والأحباب والأصحاب أن ينتقدونا ويخبرونا بعيوبنا لأننا حين نرى عيوبنا بعيون الآخرين حتماً سنضع أقدامنا على أول طريق الإصلاح ونقاء القلب.
فما أروع الإنسان صاحب القلب الأبيض الذي لا يكره ولا يحقد ولا يحمل غلاً لأنه إنسان متسامح وطيب وصاحب نيات سوية تخدمه ليكون موفقاً للخير.