.هذا ما نعرفه ويعرفه الجميع ولكن من المستغرب والشاذ عندما نرى مجموعة من الإرهابيين ممن يمتلكون أدوات القتل والإجرام وهم يؤمون الصلاة الجماعية على ارض الشام المقدسة وراء زعيمهم الإرهابي ...وأنواع الأسلحة تحيط بهم .....فأي صلاة وأي عبادة تلك وهم يؤدون الفريضة على طريقتهم
كيف ركبت هذه الأمور مع بعضها لنرى مشهدا متناقضا في كل تفاصيله ..كيف اجتمع السلاح مع الهدوء الذي تمنحه الصلاة كيف اجتمع القتل مع العبادة الروحانية التي كتبها الله لنا ..كيف ركبت معهم الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر مع الإجرام وسفك الدم ...وهي من اشد المحرمات في ديننا الحنيف الدين الإسلامي الذي من أهم مبادئه الدعوة إلى الحب والسلام مع كل الناس ...والتي تذكرنا بالوصايا العشر التي أوصاها الرسول الأعظم (ص) للقائد قبل ذهابه للمعركة والمتمثلة بالابتعاد عن القتل لشيخ أو امرأة أو طفل وعن حرق وقطع الشجرة ..ولا تقرب الزنا ..وغيرها من المحرمات التي حرمها الله في الدنيا والآخرة ...
هذه صورة مصغرة عن عبادتهم وإسلامهم المزيف ... وهؤلاء هم الذين يقف في وجههم جيشنا الباسل و جيش الحق والإيمان ضد مجموعة من القتلة والمجرمين..
نعم إن جيشنا البطل يحارب الكفر والإجرام ...بعقيدة وإيمان راسخين ومن اجلها تبذل الأرواح والدماء ...أما هم فلا دين لهم ولا أخلاق وبعيدون كل البعد عن الإنسانية ....التي خصها الله ببني البشر ...
نرى أعمالهم الإجرامية.. نلمسها لمس اليد في أماكن كثيرة من وطننا الحبيب.. فهم يرددون ( الله اكبر ) مبتهجين عند دخولهم إلى حي من الأحياء بينما سكان الحي يحملون أولادهم وحاجياتهم يكفكفون دموعهم وهم خارجون من بيوتهم وأحلامهم التي عاشوا فيها أجمل أيامهم ..هم يهللون ويكبرون رافعين سلاحهم عاليا مرددين الله اكبر وكأنهم قاموا بتحرير الأقصى السليب من رجس الصهاينة ...والأهالي ينوحون مهرولين خوفا ورعبا من أشكالهم وملامحهم قبل أسلحتهم التي يحملونها صائحين (الله اكبر عليكم )...
يحرقون المساجد والمقامات الدينية ...فلم تسلم من قذائفهم تلك المقامات المقدسة وليس آخرها ما حصل لمقام السيدة زينب عليها السلام بالأمس والتي طالت باحة المقام حيث حماها الله من نيران تلك القذائف والتي على أثرها استشهد المسؤول عن هذا المقام قبل موعد آذان المغرب بقليل حيث كان الناس يهيئون أنفسهم لتناول الإفطار في أعظم الشهور وهو شهر الصوم والإحسان شهر رمضان .....
أي إسلام يعتنقون هؤلاء الكفار وكل ما يقومون بعمله هو كفر بالله تعالى وبالدين الحنيف وبالقرآن الكريم وسنة نبيه (ص)... فمن القتل والاغتصاب إلى التدمير والحرق وتقطيع أوصال وأعضاء البشر وسرقة ونهب ...يقومون بكل هذه الأعمال مكبرين مهللين ....
هدفهم زراعة الحقد والكراهية أينما حلوا بين أبناء المنطقة التي تطأها أقدامهم النجسة ليصبح الأخ يقتل أخاه والجار يقتل جاره والصديق يقتل صديقه ... هذا هو مرامهم وهذا هو الهدف الذي يسعون إليه ....
ولكن من المسلمات المعروفة في هذه الحياة والتي نعلمها جميعا أن الحق لا يمكن أن يتحول إلى باطل والإيمان لم ولن يصبح كفرا ...وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح ...كما علمنا التاريخ بدروسه وعبره التي مازالت شاهدا على قوة إيماننا وتمسكنا بحقنا الذي ندافع عنه حتى الآن بكل قوانا ....
ولكن مهما فعلوا... ويفعلون إلى الآن في أرضنا ووطننا فلن يستطيعوا زراعة الفتنة التي من اجلها لا تزال الأموال تهطل من كل حدب وصوب ولاسيما من دول الخليج الذين يغرقون في أوهامهم أكثر كلما رموا باْموالهم أكثر ...وكله إرضاء لأميركا وإسرائيل ...
فالسوري صاحب حق ويملك الإيمان القوي ويفخر كل الفخر بوطنه ، بقائده، وجيشه ...ومن اجل هذا الحق ...وهذا الإيمان يتحمل ويتحمل الكثير من المصاعب التي لم تفارقه منذ بداية الأزمة ...فهو واثق من قدرة أبنائه على رد المعتدين وسحق كل كافر على ارض سورية المقدسة ... ومؤمن بقائده الفذ الشجاع الواقف في وجه عاصفة من اشد العواصف التي مرت على بلده ....فلابد من النصر المؤزر مهما بذلنا ونبذل من التضحيات ...
ستعود سورية ... الحضارة ...الياسمين ....كما نعرفها ونحبها ....والله معنا...