فضلاً عن مساهمة هذه الثروة في الاقتصاد الزراعي الوطني وفق محور الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المناطق الرعوية والصحراوية وشبه الصحراوية، وتأمين الاستقرار النسبي، وتوفير فرص عمل لنسبة جيدة من السكان.
وفي هذا السياق كشف المهندس أحمد قاديش مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة «للثورة «تشكيل لجان تخصصية لتصنيف وتعريف العروق المحلية للحيوانات الزراعية
(الأبقار والجاموس ـ أغنام العواس ـ الماعز ـ الإبل) تضم ممثلين عن كافة الجهات العاملة في هذا المجال (أكاديمية ـ بحثية ـ فنية)، مشيراً إلى أنه ونظراً لأهمية الموارد الوراثية الحيوانية في القطر كان لا بد من إيلاء أولوية لحماية الموارد الغذائية والزراعية وتشجيع تنظيمات المشاركة في إدارة الموارد الوراثية المحلية بصورة تضمن قيام أنماط استخدام مستدامة تحد من الاستخدام العشوائي والجائر، وتساعد على وقف العوامل المهددة لبقاء المصادر الوراثية كنقص المعلومات عن الأنواع والأعداد والتركيب الوصفي للسلالات الحيوانية والتقييم العشوائي لمعدل الاستهلاك وذبح الإناث والخلط العشوائي والتسريب للأصول الوراثية الحيوانية المحلية إلى خارج القطر ونقص الوسائل التشريعية الخاصة بحماية التنوع الحيواني.
وأضاف قاديش، أن موضوع حفظ التنوع الحيوي الحيواني الزراعي المحلي أصبح من الأولويات على المستوى العالمي، وتجلى ذلك من خلال مبادرة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) لإعداد التقرير الأول عن حالة الموارد الوراثية الحيوانية الزراعية في العالم الذي شاركت فيه معظم الدول العربية بإعدادها تقاريرها القطرية، حيث تمت الموافقة على التقرير في المؤتمر التقني الدولي المعنى بالموارد الوراثية الحيوانية للأغذية والزراعة، وعليه قامت مديرية الإنتاج الحيواني بالتعاون مع الجهات المعنية باستكمال النشاطات العلمية المتعلقة بتوصيف السلالات الحيوانية المحلية من الناحيتين المظهرية والوراثية وحفظ حقوق ملكيتها ووضع رامج وطنية وإقليمية لحفظها وصيانتها وتحسينها وراثياً وإكثارها وإعادة نشر تربيتها لتأخذ دورها الطبيعي كمكون أساسي من مكونات التنوع الحيوي والتنمية المستدامة في البيئات التي نشأت وتأقلمت فيها.
من هنا، قال قاديش : كان لابد من تسريع الخطوات الجادة لحماية الموارد الوراثية الحيوانية المحلية التي تأقلمت عبر العصور مع الظروف المحلية والنظم الزراعية التقليدية السائدة خوفاً من اندثارها وإحداث إدارة منظمة لها للمساهمة في تنميتها المستدامة لتشكل قاعدة الثروة الحيوانية في القطر من خلال حصر هذه الأنواع والعروق والسلالات وتوصيفها وتوثيق هذه الموارد الوراثية وأماكن تواجدها ومنشئها وأعدادها وتوصيفها مع ذكر البيانات والمعلومات المتعلقة بإنتاجيتها الحالية على أرض الواقع وتعزيز قاعدة بيانات بمعارف الموارد الوراثية الحيوانية مما يساهم في التخطيط السليم للسيطرة على العوامل المهددة للموارد الوراثية الحيوانية.