تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المطران حنا يدعو القادة الغربيين إلى مواجهة آفة التطرف لا تغذيتها.. البطريرك يازجي: إيماننا بحضارة وتراث وتاريخ وطننا كفيل بمواجهة الأزمة

سانا- الثورة
الصفحة الاولى
الثلاثاء 23-7-2013
أكد غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس أن ايماننا بحضارة وتراث وتاريخ وطننا كفيل بمواجهة الازمة الراهنة لتعود سورية شامخة كما كانت دائما.

ولفت البطريرك يازجي خلال استقباله أمس وفودا من الاسر المهجرة في قاعة كنيسة السيدة بمدينة طرطوس إلى ان السوريين كانوا على الدوام عائلة واحدة ويجب أن يبقوا كذلك في هذه الظروف الاستثنائية كي يساندوا بعضهم البعض في أوقات الشدة والرخاء.‏

وطلب غبطة البطريرك من جميع السوريين التمسك بأصالتهم وتراثهم وأرضهم مهما كانت الظروف لنعود كما كنا نعيش بسلام وطمأنينة متوحدين.‏

واستمع البطريرك من العائلات المهجرة إلى معاناتهم جراء ارهاب المجموعات المسلحة التي عاثت في البلاد فسادا ونهبا وتدميرا ما دفع أبناءها إلى ترك بيوتهم وأرزاقهم ما زاد وفاقم من أعبائهم المادية والمعنوية.‏

من جهته بين المطران أثاناسيوس فهد مطران كنيسة السيدة للروم الارثوذكس بطرطوس أن الازمة كبيرة والحاجات كثيرة والامكانيات متواضعة ولكن رغم ذلك كرست كنيسة طرطوس كل الجهود لتقديم المساعدة والاغاثة لاخوتنا في الوطن.‏

وقالت لينا الشعار مهجرة من حلب ان زيارة البطريرك بمثابة دعم نفسي ورفع للمعنويات في هذا الوضع الصعب ورسالة محبة وسلام تعطينا القوة والصبر.‏

من جهته ذكر بسام داوود مهجر من حلب أن هذا اللقاء بادرة طيبة في هذه الاوقات العصيبة موجها الشكر للبطريركية على المساعدات التي قدمتها في حين عبرت ميس سكر مهجرة من حمص عن سعادتها بلقاء البطريرك مقدمة الشكر لكنيسة طرطوس على المساعدات والاعانات المالية والصحية التي قدمتها.‏

في سياق متصل دعا البطريرك يازجي خلال لقائه مع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية في مدينة طرطوس إلى تضافر الجهود للخروج من المحنة التي نمر بها لنعود ونعيش بسلام وطمأنينة.‏

بدوره لفت محافظ طرطوس نزار اسماعيل موسى إلى أن زيارة البطريرك تأتي في الايام التي تبدأ سورية فيها انتصاراتها على الارهاب لتؤكد أننا أسرة واحدة وأن سورية ستظل شامخة وستبقى أم الحضارة وستعود معافاة من جديد.‏

وبين رئيس غرفة تجارة وصناعة طرطوس وهيب مرعي ان زيارة البطريرك تعبر عن تلاحم أبناء الشعب السوري على اختلاف طوائفهم وهذا ما نحتاجه لنعود أقوياء.‏

وقال مدير صحة طرطوس الدكتور ياسين ابراهيم ان البطريرك رسول محبة وسلام وزيارته تأتي تأكيدا للوحدة الوطنية وأننا أبناء شعب واحد في مواجهة الظروف.‏

واشارت رئيسة فرع نقابة الصيادلة الدكتورة أحلام معنا إلى أن هذا اللقاء وطني وانساني بامتياز في ظل الظروف التي نمر بها ويعبر عن الصورة الحقيقية للتعايش السلمي في بلادنا والذي حاول الاعداء ضربه عبر بث التفرقة والفتن مؤكدة أن زيارة البطريرك هي لنشر المحبة والسلام عبر أرجاء الوطن.‏

من جهتها نوهت رئيسة فرع نقابة المهندسين سلام خضور بزيارة البطريرك التي تحمل زيارة سلام ومحبة للشعب السوري ولكل العالم وتزيد من لحمتنا ووحدتنا الوطنية في ظل الاحداث التي نمر بها.‏

هذا وقد التقى غبطة البطريرك مساء أمس بأعضاء اتحاد الشبيبة الكنسية في طرطوس واستمع منهم إلى هموم ومشاكل الشباب السوري.‏

من جهته ندد المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بدعوات الغرب لتسليح المجموعات الإرهابية المسلحة وتمويلها، وقال على القادة الغربيين أن يواجهوا آفة التطرف والعنف لا أن يغذوها بالمال والسلاح خدمة لمصالحهم الاستعمارية.‏

ودعا المطران حنا في كلمة خلال لقائه الليلة قبل الماضية وفدا من الكنائس المسيحية في الولايات المتحدة قادة الغرب الذين يتشدقون بحماية المسيحيين في الشرق إلى التوقف عن دعم التطرف والأصولية والعنف إذا أرادوا بالفعل مصلحة هذا الشرق، وقال :"إن على هؤلاء القادة الغربيين أن يواجهوا آفة التطرف والعنف لا أن يغذوها بالمال والسلاح خدمة لمصالحهم الاستعمارية في الشرق" مؤكدا أن تهجير المسيحيين من المنطقة العربية يتم اليوم بتمويل غربي وهذا هو الواقع المرير.‏

ورفض المطران حنا وصف المسيحيين بأقليات تحتاج إلى حماية في أوطانهم مؤكدا أن المسيحيين جزء أساسي من مكونات نسيج هذه المنطقة ولا خيار أمامهم سوى التشبث بانتمائهم العربي والدفاع عن أوطانهم والعيش في هذا الشرق جنبا إلى جنب مع إخوتهم المسلمين في أجواء من الإخاء الديني والوحدة الوطنية وفي دولة مدنية ديمقراطية لا توجد فيها أكثرية أو أقلية وإنما المواطن الذي يجب أن تصان حقوقه بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي.‏

وحذر المطران حنا من أن دعم بعض القوى الغربية لبعض الأطراف المسلحة يخلق أجواء من التوتر وإثارة البغضاء والفتن في المجتمعات العربية وقال لذا على كل القوى التي تريد الخير لهذا الشرق وسلامته واستقراره أن تعمل على حل كل الإشكاليات بعيدا عن العنف والذبح لأن تقطيع الرؤوس وذبح الأبرياء والتفنن في ابتكار وسائل لتنفيذ حكم الإعدام لن تؤدي إلى الديمقراطية وإنما إلى تأجيج الصراعات الدينية والمذهبية التي يدفع ثمنها جميع أبناء الشرق مسلمين ومسيحيين.‏

وأكد المطران حنا عدم ثقته بالغرب الذي يقول إنه يريد حماية المسيحيين لافتا إلى أن الغرب يريد في الواقع حماية مصالحه ومصالح إسرائيل على حساب المسيحيين والمسلمين وقال "لا تقولوا لنا إنكم حريصون على الوجود المسيحي في هذا الشرق لأن سياسة بلدانكم تتناقض مع هذا الموقف وأنا أتساءل أمام هذا الغرب ذي المواقف المتناقضة هل تريدون أن يكون الشرق الأوسط خاليا من المسيحيين وهل هدفكم إفراغ المنطقة العربية من مسيحييها خدمة لإسرائيل التي لا تريد مسيحية عربية مشرقية تدافع عن الحقوق العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين".‏

واستنكر المطران حنا الصمت المريب على اختطاف المطرانين بولس يازجي متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ويوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس اللذين اختطفتهما مجموعة إرهابية مسلحة في ريف حلب في نيسان الماضي وما يتعرض له المسيحيون في سورية من إستهداف كما كل أبناء الشعب السوري.‏

وتساءل هل تهجير المسيحيين من سورية وذبحهم وقتلهم وتدمير كنائسهم هو الذي سيؤدي إلى الديمقراطية المزعومة.. وقال مخاطبا الغرب :"إن سورية تدمر ويقتل أبناؤها ويذبح الأبرياء فيها وأنتم ودولكم تقولون بأنكم تريدون الديمقراطية لسورية فعن أي ديمقراطية تتحدثون" معربا عن أمله بتوقف العنف في سورية بأسرع ما يمكن وأن يتحاور أبناؤها من أجل مستقبل بلدهم حقنا للدماء ووقفا لهذا الدمار الهائل الذي لحق بهذا البلد.‏

ودعا المطران حنا إلى جعل هذا الشرق واحة للسلام والمحبة بعيدا عن التطرف والتعصب والعنف مؤكدا أن من يريد مصلحة الشرق وشعوبه عليه أن يساهم في تحقيق العدالة والسلام والمحبة بين الناس ودعم الدولة المدنية لا تمويل التطرف والعنف والمجموعات المسلحة التي تستغل الدين لأغراض لا دينية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية