فطهران ومنذ بداية الأزمة أدركت أن ما يجري في سورية ليس ثورة شعب على الإطلاق بل مجرد حرب بالوكالة تدار بأيادٍ خارجية هدفها تطويع القرار السيادي السوري المستعصي على الرضوخ للإملاءات الأميركية والإسرائيلية ولجمه وإشغاله بمآزق داخلية لإبعاده عن دوره الريادي في المنطقة.
التعاطي الإيراني حيال ما تشهده سورية ليس وحيداً لا سيما بعد أن أزيح الغبار الإخواني بكل ما فيه من عفن مقيت وخيانة وعمالة باطنية حيناً وعلنية أحياناً أخرى عن سماء المشهد السياسي المصري الذي ارتأى هو الآخر أن لا حل للأزمة في سورية إلا بالحوار وأن ما يجري فيها شأن داخلي محض.
وفي هذا الصدد أكد معاون الرئيس الإيراني "سعيد لو" أن أعداء سورية اعترفوا بعد سنتين ونصف من حربهم السافرة ضدها أن الأوضاع ليست في صالحهم وان مخططهم وصل إلى طريق مسدود بفضل إرادة الشعب السوري وعزيمة قيادته التي تدافع عن مبادئها الوطنية ووحدة سورية ودورها المحوري في جبهة المقاومة في المنطقة.
كما أشار "لو" خلال لقائه الدكتور عدنان محمود سفير سورية في طهران أمس إلى أولوية العمل لمواجهة الحرب الاقتصادية السافرة التي تستهدف الشعب السوري بكل مقوماته المعيشية والاقتصادية وبنيته التحتية موضحاً أن مراهنة الغرب والولايات المتحدة وعملائهم في المنطقة على الحصار الاقتصادي لسورية لن تحقق أهدافها مؤكدا العمل على تدعيم صمود الشعب السوري وتوفير الاحتياجات النفطية والغذائية والطبية والكهربائية وغيرها.
من جانبه أكد السفير محمود أن تصعيد الحرب الاقتصادية على سورية يأتي مع تحقيق الجيش العربي السوري لإنجازات نوعية في الميدان، معرباً عن ثقته بالتغلب على الحصار الاقتصادي الجائر من خلال تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية المبرمة بين سورية وإيران وفق البرامج الزمنية المحددة لدعم صمود الشعب السوري اقتصادياً ومعيشياً موضحاً أن الهدف الرئيسي للحرب ضد سورية هو تدمير عناصر قوتها كخط أساسي في جبهة المقاومة، معرباً عن التقدير لمواقف إيران ومساندتها لسورية في جهودها لاستعادة أمنها واستقرارها ودعمها في مختلف المجالات.
عمارة: مصر لا تريد
جرَّ المنطقة إلى الفتنة
هذا في حين جدد رئيس مكتب رعاية المصالح المصرية في طهران خالد عمارة موقف بلاده الداعي لحل الازمة فى سورية بالطرق السياسية مؤكدا ان مصر لا تريد جرَّ المنطقة الى الفتنة والفرقة اذ ان الازمة في سورية شأن داخلي.
وفي سياق آخر قال عمارة في تصريح لوكالة مهر للأنباء أمس: ان الملايين من الشعب المصري نزلوا الى الشوارع مطالبين بإجراء انتخابات مبكرة فضلا عن ان جميع القوى السياسية كانت تعلم بمجريات الامور ولم يكن التحرك العسكري انقلابا لان الجميع كان يعلم بمطالب الشعب وهو ما يؤكد ان تحرك الجيش المصري في عزل محمد مرسي جاء استجابة لمطالب الشعب ولم يكن انقلاباً عسكرياً.
وأضاف: عشرات ملايين المصريين نزلوا الى الشوارع للحيلولة دون تكرار سيناريو احتكار السلطة كما حدث فى عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك معتبرا ان الجيش هو الضمان الوحيد لمطالبات الشعب المصري كما انه الضمانة الحقيقة لعدم الوقوع في فخ التناحر الداخلي منوهاً بأن الجيش المصري لم يشأ الاطاحة بمرسي ولكن نزل عند رغبة الشعب.
وأشار عمارة الى ان قرار اللجوء الى العنف المسلح فى مصر يطرح ويروج من قبل بعض عديمي المسؤولية وان محاولاتهم ستؤول الى الفشل لأنه وفي ظل وجود دولة تحترم القوانين وإرادة شعبها سينهار هذا التوجه بكل تأكيد.