لقد جرت العادة أن نقوم في سياق متابعتنا لوقائع العمل ومن خلال جولات ميدانية على المراكز رصد ما يحدث على أرض الواقع عبر المواجهة الصريحة والمباشرة مع العاملين في مراكز الحبوب ومع الاخوة الفلاحين. وهذا ما سنقدمه في مادة لاحقة. إلا أننا اليوم نتعرف على حجم العمل ومتطلباته في فرع مؤسسة الحبوب بالمحافظة من خلال حوارنا مع المهندس ماجد حميدان مدير فرع الحبوب بالقامشلي.
استعدادات مبكرة:
عندما سألنا المهندس حميدان عن الاستعدادات التي تمت لاستقبال موسم الحبوب وهل تم تأمين كافة مستلزمات العمل أوضح بأنه تم الاستعداد لموسم هذا العام منذ بداية الشهر الثالث حيث تم افتتاح 36 مركزا وتم تأمين كافة المستلزمات في وقت مبكر ولاسيما الأكياس الفارغة حيث يوجد لدينا 14 مليون كيس خيش فارغ جديد وهذه الكمية تغطي حاجتنا كما تم تأمين مستلزمات التخزين من شوادر وحبال وتم تأمين الفراغات اللازمة لتخزين الحبوب المسوقة بطريقة الدوكمة والتي تزيد عن 400 ألف طن وحول خطة الشراء لهذا الموسم أوضح بأنه من المتوقع شراء كمية 1.250.000 طن من الأقماح أما بالنسبة للشعير فتقرر أن يتم استلام الشعير من قبل مؤسسة الأعلاف لكن ارتفاع سعره في الأسواق المحلية أدى إلى عدم توريده إلى مؤسسة الأعلاف. أما بالنسبة لمحصول العدس فإن التعليمات الصادرة تنص على عدم التزام المؤسسة بشراء العدس لهذا الموسم.
لا جديد سوى الأتمتة:
ونسأل مدير الفرع عن الجديد في آلية العمل بالنسبة لأساليب الشراء والتسويق فيؤكد في سياق حديثه أن الآلية هي نفسها المتبعة في المواسم السابقة مع الإشارة إلى أتمتة عمليات المحاسبة في جميع المراكز.
أما ما يتعلق بالوضع التخزيني الحالي فيوجد في مخازين الفرع من مواسم السنوات السابقة 2.350.000 طن منها 1.250.000طن قمح قاسي و 1.100.000 طن طري وبعد إحداث الفراغات لاستقبال الموسم الحالي فإن الموجود في الصوامع والصويمعات والمستودعات بحدود 350 ألفا وباقي الكميات في العراءات أي 2 مليون طن.
مع الإشارة هنا إلى أن عمليات التخزين بالعراء لها منعكسات سلبية كثيرة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن الانتاج يفوق الاستهلاك والتصدير سنويا أي أن هناك تراكما في الأقماح المخزنة بالعراء وهذا يتطلب المزيد من الجهد والتكاليف إضافة إلى تأثير ذلك على المواصفات نتيجة الظروف الجوية من أمطار ورطوبة. أما حول الطاقة الاستيعابية المناسبة للتخزين في هذا الموسم وهل هي متوفرة فهناك فراغ فعلي لتخزين 400 ألف طن إضافة إلى شحن2000 طن يوميا من الصوامع للتصدير وهذا بالطبع يوفر فراغات مستمرة. لكن الحقيقة هناك مسألة لابد من إيضاحها وهي عدم التوزيع المناسب والعادل للصوامع البيتونية في أماكن حصاد الدوكمة فعلى سبيل المثال صومعة تل علو وكذلك صومعة القامشلي فالملاحظ أن الحيازات في هاتين المنطقتين قليلة وصغيرة ما يحمل الفلاح على تسويق حبوبه مشولة ( بالأكياس) في حين تكون مثل هذه الصوامع بعيدة عن المناطق المروية ذات الحيازات الواسعة والانتاجية العالية.
إلا أنه يتم حاليا إنشاء صوامع بيتونية في كل من عالية وكبكا وعندما تنجز هذه المشاريع يتوفر ولو جزء من الحل المطلوب وطموحنا بناء المزيد من الصوامع البيتونية للتخلص من التخزين بالعراء.
أما بالنسبة للصعوبات الأخرى فيشير مدير الفرع الى قلة الكميات المشحونة من الأقماح القاسية رغم أن الخلطة الطحينية هي مناصفة بين الطري والقاسي 50% لكل منهما . والأمر هنا يتطلب تحديد الأصناف المزروعة وفق الحاجة الفعلية للطحن مع الأخذ بعين الاعتبار عمليات التصدير ونأمل أن تهتم وزارة الزراعة بهذه المسألة.
وثمة مشكلة أخرى تواجه عمليات التسويق كما يقول مدير الفرع وهي تتعلق بالازدحام على مراكز التسويق موضحا أن الفلاح يسعى لتسويق إنتاجه بأقصى سرعة ممكنة وهذا من حقه لكن يظل حجم العمل في المراكز مشروطا بالطاقة الاستيعابية وبطاقة التفريغ من الصوامع وطاقة الشراء بالنسبة لخبراء الحبوب فكل هذه الأمور تحدد الشراء اليومي في كل مركز ,يضاف إلى ذلك الحرص على عمليات التخزين بشكل جيد يوفر الحماية لهذه المخازين ولذلك فإن المدة الزمنية اللازمة لشراء ما يقارب 1.400.000 طن لن تكون بالتأكيد يوما أو أسبوعا ونحن نرى أن تسويق كامل الانتاج في المحافظة لا يتأخر عن موعده المناسب ولذلك لاضرروة للازدحام والاستعجال حرصا على حسن الأداء.
قلقون من التخزين بالعراء:
ونسأل مدير فرع الحبوب: هل المؤسسة قلقة من الوضع التخريني بالعراء? فيقول: نعم إن التخرين في العراء يقلقنا حقا. فرغم جميع ما نقوم به من إجراءات بدءا من الصيانة المستمرة والتعقيم والحراسة والمتابعة إلا أن الصوامع هي الحل الأمثل لأنه من الصعب جدا التغلب على الظروف الصعبة التي تتعرض لها هذه المخازين سواء من رياح أو أمطار غزيرة أو عواصف .
النقابات أفضل.. لكن
وحول الاشكالات الموجودة بين عمال الحمل والعتالة والفلاحين وهل تؤثر على وقائع العمل وأيهما أفضل بالنسبة للمؤسسة التعاقد مع المتعهدين وفقا للمناقصات أم مع النقابات العمالية قال مدير فرع الحبوب: صحيح أن التعاقد مع المتعهدين تم وفقا للأنظمة والقوانين وبموجب مناقصات رسمية إلا أنه يؤثر على وقائع العمل في الموسم وله آثاره السلبية الواضحة فكيف لمتعهد أن يتكفل بكل الأعمال مقابل لاشيء بمعنى أنه تقدم للمناقصة دون المطالبة بأي أجر. وأنا أرى أن النقابات العمالية أفضل مهما كانت ظروف عملها وإذا كانت هناك بعض الأخطاء في بعض النقابات فالمطلوب محاسبة المسؤولين عن هذه الأخطاء وليس إلغاء دور كل النقابات.